٤ - قوله تعالى: ﴿فِيهَا﴾ أي في تلك الليلة المباركة. ﴿يُفْرَقُ﴾ أي يفصل ويبين ويضبط، من قولهم: فرقت الشيء أفرقه فرقاً وفرقاناً (١)، والأمر الحكيم المحكم، يعني أمر السنة إلى مثلها من العام المقبل يقضي الله في تلك الليلة ما هو كائن في السنة من الخير والشدة والرخاء والأرزاق والآجال ومحو وتثبيت ما يشاء، وهذا قول عامة المفسرين، روى مهران (٢) عن ابن عباس في هذه الآية قال: يكتب في أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر، حتى الحُجّاج يقال: يحج فلان (٣).
وروى عنه [سعيد بن يحيى] (٤). في هذه الآية قال: إنك لترى الرجل يمشي في الأسواق وقد وقع اسمه في الموتى (٥).

(١) انظر: "تهذيب اللغة" (فرق) ٩/ ١٠٥، و"مفردات" الراغب (فرق) ص ٣٧٧.
(٢) لعله: مهران أبو صفوان حديثه في الكوفيين روى عن ابن عباس، وعنه الحسن بن عمرو النُقيمي، قال أبو زرعة لا أعرفه إلا في الحديث وذكره ابن حبان في "الثقات". انظر: "ميزان الاعتدال" ٤/ ١٩٦، و"تهذيب التهذيب" ١٠/ ٣٢٨.
(٣) انظر: "تفسير البغوي"، وقد نسبه لابن عباس ٧/ ٢٢٧، ونسبة في "الوسيط" لابن عباس انظر: ٤/ ٨٥، وانظر: "زاد المسير" ٧/ ٣٣٨، وقد نسبه لابن عباس، ونسبه القرطبي لابن عباس. انظر: ١٦/ ١٢٧.
(٤) كذا في الأصل وهو تصحيف والصحيح (سعيد بن جبير) لأن سعيد بن يحيى متأخر، فلم يلق ابن عباس، فقد توفي سنة ٢٤٩ هـ. وانظر: تفسير الطبري، وقد نسبه لسعيد ابن جبير عن ابن عباس ١٣/ ١٠٩، وكذلك نسبه المؤلف لسعيد بن جبير عن ابن عباس. انظر: تفسيره "الوسيط" ٤/ ٨٥.
(٥) أخرجه الحاكم في "المستدرك" عن ابن عباس وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي على شرط مسلم. انظر: "المستدرك مع التلخيص" ٢/ ٤٤٨.


الصفحة التالية
Icon