هذا معنى قول مقاتل (١)، وقال الكلبي: يعني يوم القيامة (٢).
وقرئ (ستعلمون) بالتاء (٣)، وعلى هذا هو من كلام صالح أجابهم بهذا، فقال (ستعلمون غدًا من الكذاب الأشر) منا.
٢٧ - قوله تعالى ﴿إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً﴾ قال ابن عباس (٤) وذك أنهم تعنتوا على صالح فسألوه أن يخرج لهم من صخرة ناقة حمراء عشراء تضع، ثم ترد ماءهم فتشربه، ثم تغدو عليهم بمثله لبناً، فقال الله تعالى ﴿إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ﴾ أي باعثوها بإنشائها، فتكون هي مرسلة ولا تكون رسولاً؛ لأن الرسول من حمل الرسالة وكلف أداءها.
﴿فِتْنَةً لَهُمْ﴾ أي محنة واختبارا. قال أبو إسحق: فتنة مفعول له. المعنى لنفتنهم (٥).
قوله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْهُمْ﴾ أي انتظر ما هم صانعون، ﴿وَاصْطَبِرْ﴾ على ما يصيبك من الأذى، قال الكلبي: أمره بالصبر لما سبق في علمه أنهم سيكذبونه (٦).
٢٨ - قوله تعالى: ﴿وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ﴾ يعني بين ثمود وبين

(١) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣٣ ب، انظر: "الكشف والبيان"، ١٢/ ٢٦ أ.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣٨، و"جامع البيان" ٢٧/ ٥٩، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٦٢.
(٣) قرأ ابن عامر، وحمزة: (ستعلمون) بالتاء، وقرأ الباقون ﴿سَيَعْلَمُونَ﴾ بالياء. انظر: "الحجة" ٦/ ٢٤٣، و"حجة القراءات" ص ٦٨٩، و"النشر" ٢/ ٣٨، و"الإتحاف" ص ٤٥.
(٤) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ٦، و"الوسيط" ٤/ ٢١١، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٦٢، و"زاد المسير" ٨/ ٩٧.
(٥) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٨٩.
(٦) لم أجده.


الصفحة التالية
Icon