وقال الفراء: العصف: بقل الزرع، يعني أول ما ينبت منه وهو ورق بعد، قال: والعرب تقول: خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه شيئًا قبل إدراكه فذلك العصف (١).
وقال النضر: يقال: عصفنا الزرع نعصفه، أي: جززنا ورقه ليكون أخف للزرع، وإن لم يفعل مال بالزرع. (٢)
وقال ابن عباس: العصف والعصيفة ورق السنبل. (٣)
وقال أبو إسحق: العصف ورق الزرع، ويقال للتبن عصف وعصيفة، وأنشد أبو عبيدة:

يُسقي مذانبَ قد مالتْ عَصيفَتُها حدودها من أتيّ الماء مطموم (٤)
فحصل من هذا الأقوال أن العصفَ ورق الزرع، ثم إذا يبس وديس صار تبنًا. وعلى هذا يدور كلام المفسرين.
قال مجاهد: هو ورق الزرع، وهو قول مقاتل، وابن عباس في رواية الكلبي والعوفي (٥).
وقال قتادة: ﴿الْعَصْفِ﴾ التبن، وهو قول الضحاك، ورواية علي بن
(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١١٣.
(٢) انظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ٤١ (عصف).
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٥٧ ونسبه للهروي.
(٤) البيت لعلقمة بن عبدة، والمذانب الجداول التي يسيل فيها الماء، وطَمَّ الماء يَطِمُّ طَمًّا وطُمُومًا. علا وغمر، وكل ما كَثُرَ وعَلا حتى غَلَب فقد طَمَّ يَطِمُّ.
انظر: "ديوان علقمة" ص ١١٧، و"مجاز القرآن" ٢/ ٢٤٢، و"معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٩٧، و"جامع البيان" ٢٧/ ٧١، و"اللسان" ١/ ١٨ (ذنب)، ٢/ ٦١٥ (طم)، ٢/ ٧٩٦ (عصف).
(٥) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣١٤، و"تفسير مقاتل" ١٣٥ أ، و"جامع البيان" ٢٧/ ٧١.


الصفحة التالية
Icon