كأنها الجبال، وقال الكلبي: شبهها بالجبال إذا رفع شروعها. (١)
وقال مجاهد: ما رفع قِلْعُه من السفن فهي منشأة، وما لم يرفع قِلْعُها فليست منشأة (٢)، واختار أبو عبيد فتح الشين وقال إن تفسيرهما التي رُفِع قلعها (٣)، قال الزجاج: المنشآت المرفوعات الشُّرُع (٤)، وهذا القول تفسير ثالث للمنشآت سوى الذين ذكرناهما.
٢٦ - قوله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا﴾ أي على الأرض، وقد سبق ذكرها في قوله ﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا﴾، والمعنى أن كل من دب ودرج على أرض من حيوان فهو (فانٍ) هالك، قال الكلبي ومقاتل: لما نزلت هذه الآية قالت الملائكة: هلك أهل الأرض، فلما نزل ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨] أيقنت الملائكة بالهلاك (٥).
قال الشعبي: إذا قرأت ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾ فلا تسكت حتى تقول: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ (٦).
وذكر أهل المعاني في الوجه هاهنا قولين: أحدهما: أن المعنى ويبقى ربك الظاهر بأدلته كظهور الإنسان بوجهه، فالوجه على هذا عبارة عن الظهور.
(٢) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٤١، و"جامع البيان" ٢٧/ ٧٨.
(٣) انظر: "حجة القراءات" ص ٦٩٢.
(٤) انظر: "معاني القرآن" ١/ ٥.
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣٥ ب، و"الكشف والبيان" ١٢/ ٣٨ أ، عن ابن عباس، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٦٥، عن ابن عباس ومقاتل، و"شرح العقيدة الطحاوية" ٢/ ٦٢.
(٦) انظر: "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٢٧٢ - ٢٧٣.