حق وصدق منهم (١).
ثم شبههم فقال ﴿كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ﴾ والاختيار في ﴿خُشُبٌ﴾ التخفيف (٢) نحو بَدَنةٍ وبُدْنٍ، وفي المذكر أَسَدٌ وأُسْدٌ، وَوَثَنٌ وَوُثْنٌ.
قال الأخفش: ولغة أهل الحجاز التثقيل في ﴿خُشُبٌ﴾ وذلك نحو ثمرَ وثُمرُ، وقالوا: أسَدٌ بالتثقيل فيجمع أُسْدٌ. أنشد المبرد:
يقدم أقداما عليل كالأسد (٣)
قال المفسرون: الخشب لا أرواح فيها فلا تعقل ولا تفهم، كذلك المنافقون لا يسمعون الإيمان ولا يعقلون وليس في أجوافهم إيمان لذلك شبههم بالخشب. (٤)

(١) انظر: "زاد المسير" ٨/ ٢٧٥.
(٢) قرأ أبو عمرو، والكسائي، وقنبل في رواية ابن مجاهد: (خُشْب) بضم الخاء وإسكان الشين، وقرأ الباقون ﴿خُشُبٌ﴾ بضم الخاء والشين. انظر: "حجة القراءات" ص ٧٠٩، و"النشر" ٢/ ٢١٦، و"الإتحاف" ص ٤١٦.
وقال ابن جرير -رحمه الله- بعد تصويب القراءتين: وتسكين الأوسط فيما جاء من الجامع لأحكام القرآن فعلة على فعل في الأسماء على ألسن العرب أكثر وذلك كجمعهم البدنة بدنا، والآجمة أجما. "جامع البيان" ٢٨/ ٧٠، قلت: إذا كان العرب في كلامهم على ما ذكر ابن جرير وأكثر القراء على خلاف ذلك فهذا مما يقوي قراءه الجمهور ويؤكد على صحتها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإذا كان للترجيح مجال هنا فترجيح ما تعددت طرقه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أولى. والله أعلم.
(٣) انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٦/ ٢٩١ - ٢٩٢، و"اللسان" ١/ ٨٣٢ (خشب). ولم أجد البيت منسوبًا لقائل.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ١٥٥ سب، و"جامع البيان" ٢٨/ ٦٩، و"روح المعاني" ٢٨/ ١١١.


الصفحة التالية
Icon