قوله تعالى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ﴾. قال مقاتل: يعني فوق رؤوسهم (١)، كأنه يعني فوق رؤوس الحَمَلة.
قوله: ﴿يَوْمئِذٍ﴾. يعني: يوم القيامة. ﴿ثَمَانِيَةٌ﴾ روي عن العباس رضي الله عنه قال: (ثمانية أملاك على صور الأوعَال (٢)) (٣).
وروي أيضًا عنه في حديث مرفوع "أن فوق السماء (٤) السابعة ثمانية أوعال، بين أظلافهن ورُكَبِهِنَّ مثل ما بين سماء إلى سماء، وفوق ظُهُورِهِنَّ

(١) "تفسير مقاتل" ٢٠٧/ أ، و"زاد المسير" ٨/ ٨٢ بنحوه، وانظر: "لباب التأويل" ٤/ ٣٠٤.
(٢) أوعال: جمع وعل، وهو العنز الوحشي، ويقال له: تيس شاه الجبل، والمراد ملائكة على صورة الأوعال. انظر: "عون المعبود شرح سنن أبي داود" للعظيم آبادي ١٣/ ٨ باب: الجهمية، كتاب: السنة، و"تحفة الأحوذي" للمُباركفوري: ٩/ ١٦٥: ح: ٣٥٤٠، و"أبواب التفسير"، سورة الحاقة.
(٣) "النكت" ٦/ ٨١، وأخرجه عبد بن حميد، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية"، وأبو يعلى، وابن المنذر، وابن خزيمة، وابن مردويه، والحاكم وصححه، والخطيب في "تالي التلخيص" عن العباس. انظر: "الدر المنثور" ٨/ ٢٦٩. قلت: وعزاه السيوطي إليه، فهو من المرفوع عنه. وانظر: "المستدرك" ٢/ ٥٠٠ في التفسير، باب تفسير سورة الحاقة، وزاد: "بين أظلافهم إلى ركبهم مسيرة ثلاث وستين سنة". قال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي. وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ٤٢ ح ٧٢، والآجري في "الشريعة" ٢٦٣، ٢٩٢ من طريقين: عن سماك، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" ٣/ ٣٨٩ - ٣٩٠ ح ٦٥٠ - ٦٥١، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ٢/ ١٤٢، وابن عبد البر في "التمهيد" ٧/ ١٤٠، وابن قدامة في "إثبات صفة العلو" ٩٥. وانظر: "شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز، ٢٤٦.
(٤) بياض في (ع).


الصفحة التالية
Icon