﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ﴾ يرون العذاب. ﴿بَعِيدًا﴾. غير كائن. ﴿وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧)﴾ كائناً؛ لأن ما هو آت قريب.
ثم أخبر متى يقع بهم العذاب فقال: ﴿يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (٨)﴾ ذكرنا تفسير (المهل) عند قوله: ﴿بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ﴾ (١).
قال ابن عباس: كدُرْديِّ (٢) الزيت (٣).
وروى عنه عكرمة: كعكر (٤) القطران (٥).

(١) سورة الكهف: ٢٩، ومما جاء في تفسير المهل: قال أبو عبيد: المهل: كل فِلِّز أذيب. وروي في حديث أبي بكر -رضي الله عنه- أنه أوصى في موضعه فقال: ادفنوني في ثوبي هذين، فإنما هما للمهل والتراب. قال أبو عمرو: المهل في شيئين، هو في حديث أبي بكر: القيح والصديد، وفي غيره درديّ الزيت. وقال الليث: المهل: ضرب من القَطِران. وعن شمر: قال: المهل: الملة إذا حميت جدًّا رأيتها تموج. وعن سعيد بن جبير مرفوعًا: أنه كعكر الزيت. وعن ابن عباس: كدردي الزيت، وعنه أيضًا: هو عكر القطران. وعن مجاهد: القيح والدم. وعن ابن مسعود: أنه سئل عن المهل، فدعا بذهب وفضة، فخالطهما فأذيبا حتى إذا أزبدا وامّاعا قال: هذا أشبه شيء في الدنيا بالمهل الذي هو شراب أهل النار. وإلى هذا القول ذهب من قال: المهل هو الذي قد انتهى حرُّه. وهو اختيار الزجاج، قال: يعني أنهم يغاثون بماء كالرصاص المذاب، أو الصفر، أو الفضة.
(٢) دردي الزيت: هو ما يبقى في أسفله، وأصله ما يركد في أسفل كل مائع كالأشربة والأدهان. "لسان العرب" ٣/ ١٦٦، (درد)، وانظر: "الصحاح" ٢/ ٤٧٠.
(٣) "زاد المسير" ٨/ ٩٥، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ١٢٥، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٨٤، و١٠/ ٣٩٤ عند تناوله الآية ٢٩ من سورة الكهف، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٤٨، و"الدر المنثور" ٨/ ٢٨٢، وعزاه إلى الطستي، وانظر أيضًا: ٥/ ٣٨٥ وعزاه في هذا الموضع إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٤) العكر: آخر الشيء وخاثره من شراب وماء ودُهن. انظر: "الصحاح" ٢/ ٧٥٦ (عكر)، و"المصباح المنير" ٢/ ٥٠٦ (عكر).
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.


الصفحة التالية
Icon