ينشد بالفتح. قال الأخفش: وعسى أن يكون (الضم) لغة في اسم الصنم، قال: وسمعت هذا البيت:

حَيّاك وُدٌّ فإنّا لا يَحِلُّ لَنا لَهْوُ النّساءِ وإنَّ الدِّينَ قد عَزَما (١)
بضم الواو) (٢).
وقال الليث: الوَد كان لقوم نوح، وكان لقريش صنم يدعونه وُداً، وبه سمي عمرو بن عبد وُدٍّ (٣).
وعلى هذا فلعل من قرأ بالضم غلط، فظن صنم قوم نوح صنم قريش، وأبو عبيد يختار الفتح، وإنما يقال: (ود) اسم صنم، ألا تراهم كانوا يتسمون بـ: (عبد ود) (٤)؟.
قوله: ﴿وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا﴾، من المفسرين من يجعل الإضلال من فعل كبرائهم، وهو الظاهر لقوله: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (٢٢) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ﴾.
قال مقاتل: أضل كبراؤهم كثيرًا من الناس (٥).
= العرب" ٣/ ٤٣١، و"تاج العروس" ٢/ ٥٤٣، وجميعها برواية: "ذي طوالة". وانظر أيضًا: "الغريب المصنف" لأبي عبيد: ٢/ ٤٠٠ برواية: "وهداك"، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٣٧٦ برواية: "فضالة"، و"الحجة": ٦/ ٣٢٨.
(١) البيت للشاعر النابغة الذبياني، وقد ورد البيت في: "ديوانه" ١٠١ ط دار بيروت برواية: "حياك ربي"، كما ورد غير منسوب في: "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٧٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٣٠٩، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٤٢، و"فتح القدير" ٥/ ٣٠١، برواية: "غربًا" بدلاً، من: "عزمًا"، و"الدر المصون" ٦/ ٣٨٥. الدين هنا: الحج، عزم: أي عزمنا عليه، وهو من باب القلب. انظر: "ديوانه".
(٢) ما بين القوسين نقله الواحدي عن أبي علي من الحجة: ٦/ ٣٢٧ - ٣٢٨ بتصرف.
(٣) تهذيب اللغة: ١٤/ ٢٣٥ بتصرف يسير جدًا.
(٤) لم أعثر على مصدر قول أبي عبيد.
(٥) "تفسير مقاتل" ٢١٠/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٠٠.


الصفحة التالية
Icon