كتفيه (١). ومنه قول زهير:
له لِبَدٌ أظْفَارُهُ لم تُقَلَّمِ (٢)
قال (٣): وقال: "لُبَدٌ" كثير، و"لُبَدٌ" واحد ليس جمعًا لشيء، كقوله: رجلٌ حُطَمٌ (٤).
وفي الآية قولان آخران، أحدهما: (إن هذا من قول الجن لما رَجَعوا إلى قومهم، أخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وائتمامهم به في الركوع والسجود، واقتدائهم به في الصلاة.

= عليه لُبَدًا إذا تجمعوا عليه. قاله ابن فارس. انظر: "معجم مقاييس اللغة" ٥/ ٢٢٨ - ٢٢٩: مادة: (لبد).
وجاء في اللسان: لَبَد بالمكان يَلْبُدُ لُبودًا، ولَبَدَ لَبَدًا وألبد: أقام به ولزق، فهو مُلبِدٌ به، ولَبَدَ الشيءُ بالشيء يَلْبُدُ إذا ركب بعضه بعضًا، ومال لُبَد: كثير لا يخاف فناؤه، كأنه التبد بعضه على بعض، واللِّبدة واللُّبدة: الجماعة من الناس يقيمون، وسائرهم يظعنون كأنهم بتجمعهم تلبدوا. ٣/ ٣٨٥ - ٣٨٧، مادة: (لبد). وانظر: "تاج العروس" ٢/ ٤٩١، مادة: (لبد).
(١) "الكامل" ١/ ٣٤ أو العبارة عنه قال: لِبْدَة الأسد: ما يتطارق مع شعره بين كتفيه، ويقال: أسد ذو لِبْدَة، وذو لَبد، وقد أورد الثعلبي بمعناه من غير عزو في "الكثسف والبيان" ١٢/ ١٩٦/ ب.
(٢) "ديوانه" ٨٤: دار بيروت، والبيت كاملاً:
لدى أسد شاكي السلاح مُقذَّفٍ له لبد أظافره لم تقلم
ومعناه: شاكي السلاح، أَي: سلاحه ذو شوكة. المقذف: الغليظ اللحم.
اللِّبَد: الشعر المتراكب على زبرة الأسد. أظافره لم تقلم: أي هو تام السلاح. حديده: يريد الجيش. "شرح شعر زهير بن أبي سلمى" لأبي العباس ثعلب، تحقيق: فخر الدين قباوة: ٣٠.
(٣) أي المبرد.
(٤) "الكامل" ٣/ ١٢٣٠ بنحوه، وكذا في "المقتضب" ٣/ ٣٢٣.


الصفحة التالية
Icon