وأجمعوا على أن هذه الآيات نزلت في الوليد بن المغيرة (١).

(١) قال بذلك: ابن عباس، ومجاهد، وابن زيد، والضحاك، ومقاتل، انظر: "تفسير مقاتل" ٢١٥/ ب، و"جامع البيان" ٢٩/ ١٥٢. كما ذكر ابن جرير أنه ذكر أنه عني بالآية الوليد بن المغيرة. "جامع البيان" المرجع السابق.
كما ذكر ابن عطية أنة لا خلاف بين المفسرين في أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي. انظر: "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٩٤، وحكى الإجماع الفخر الرازي في: "التفسير الكبير" ٣٠/ ١٩٨.
وعزا القول إلى المفسرين كل من: الماوردي، والقرطبي. انظر: "النكت والعيون" ٦/ ١٣٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٦٩، وإلى هذا القول ذهب عبد الرزاق، والسمرقندي، والثعلبي، والبغوي. انظر: تفسير عبد الرزاق: ٢/ ٣٢٨، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٢١، و"الكشف والبيان" ١٢/ ٢٠٧/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤١٤. والرواية كما وردت في "أسباب النزول" عن عكرمة عن ابن عباس: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقرأ عليه القرآن، وكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فقال له: "يا عم، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً" قال: لم؟ قال: ليعطوكه، فإنك أتيت محمدًا تتعرض لما قبله، فقال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً. قال: فقل فيه قولًا يبلغ قومك أنك منكر له وكاره، قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزها وبقصيدها مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئًا من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه؟ قال: فدعني حتى أفكر فيه، فقال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره، فنزلت ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (١١)﴾ الآيات كلها.
انظر: "أسباب النزول" ٣٨١ - ٣٨٢ تح: أيمن صالح، و"لباب النقول في أسباب النزول" للسيوطي ٢٢٣، و"الصحيح المسند من أسباب النزول" للوادعي ٢٢٥. وقال ابن خليفة عليوي في "جامع النقول في أسباب النزول وشرح آياتها" ٢/ ٣٢٣: إسناد صحيح على شرط البخاري، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٠٧ التفسير: باب تفسير سورة المدثر وصححه ووافقه الذهبي، والبيهقي في: دلائل النبوة: ٢/ ١٩٩. =


الصفحة التالية
Icon