وقال مقاتل: بسطت له في المال والولد بسطًا (١).
وقال الكلبي: مهدت له في المال الممدود (٢).
ومعنى التمهيد: تسهيل التصرف في الأمور، و [يدعو] (٣) بهذا فيقال: أدام الله تمهيده، أي: بسطته وتصرفه في الأمور (٤).
ومن المفسرين (٥): من جعل هذا التمهيد البسط في العيش وطول العمر.
١٥ - قوله: ﴿ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ﴾.
قال صاحب النظم: "ثم": هاهنا - معناه للتعجب، كما تقول لصاحبك: أنزلتك (٦) داري، وأطعمتك، وسقيتك، ثم أنت تشتمني، وهذا كقوله عز وجل: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ (٧) ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا (٨)﴾ [الأنعام: ١] الآية، فمعنى ثم -

(١) "تفسير مقاتل" ٢١٥/ ب.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) في كلا النسختين: (أ)، و (ع): يدعا.
(٤) أجل المهد: التَّوثير، يقال: مَهَدت لنفسي، ومَهِدت: أي جعلت له مكانًا وطيئًا سهلاً،... وتمهيد الأمور: تسويتها وإصلاحها. انظر: مادة: (مهد) في: "تهذيب اللغة" ٦/ ٢٢٩، و"الصحاح" ٢/ ٢٤١، و"لسان العرب" ٣/ ٤١٠ - ٤١١.
(٥) وهو قول الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٥٤، والثعلبي في "الكشف" ١٢/ ٢٠٧/ ب، والعبارة عنهما: بسطت له في العيش بسطًا، كما ذهب البغوي بمثل ما ذكر الواحدي. انظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤١٤، وابن الجوزي في: "زاد المسير" ٨/ ١٢٤، والقرطبي في "الجامع" ١٩/ ٧٠، والخازن في: "لباب التأويل" ٤/ ٣٢٨.
(٦) في (أ): أنزلك.
(٧) بياض في (ع).
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.


الصفحة التالية
Icon