تفسير سورة القلم

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - ﴿ن﴾ اختلفوا في تفسيره. فروي عن ابن عباس بطرق أن المراد به الحوت الذي على ظهره الأرض، وأنه من أول ما خلق الله تعالى فكبس الأرض على ظهره؛ وهو رواية أبي الضحى، وأبي ظبيان، والكلبي، وأبي صالح عن ابن عباس (١). وقول مجاهد ومقاتل والسدي (٢)، قالوا: هو الحوت الذي يحمل الأرض وهو في بحر تحت الأرض السفلى (٣).
والنون في اللغة السمكة (٤). ومنه قوله تعالى في ذكر يونس عليه السلام: ﴿وَذَا النُّونِ﴾، وقد مر (٥).
(١) أخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، والحاكم، وصححه، والضياء في المختارة وغيرهم. انظر: "تنوير المقباس" ٣/ ١١٦، و"جامع البيان" ٢٩/ ٩، و"المستدرك" ٢/ ٤٩٨، و"العظمة" ٤/ ١٤٠٣ و"تفسير الماوردي" ٤/ ٢٧٧، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٠٠.
قلت: إن صح هذا عنه فهو من الإسرائيليات التي ملئت بها كتب التفسير، وابتليت بها الأمة، وكشف زيفها وكذبها وبعدها عن الحقيقة والواقع.
(٢) في (س): (والسدي) زيادة.
(٣) انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ١٠، و"الكشف والبيان" ١٢/ ١٦٠ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣٨٤.
(٤) انظر: "اللسان" ٣/ ٧٥٠ (نون).
(٥) عند تفسيره الآية (٨٧) من سورة الأنبياء.


الصفحة التالية
Icon