وقال الكلبي - ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ استثناء منه، وله الاستثناء في كل شيء، ولم ينس بعد نزول هذه الآية شيئا (١) واختاره الفراء، فقال: لم يشأ أن ينسى شيئًا (٢) وهو كقوله ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ (٣) ولا يشاء، وأنت قائل في الكلام لأعطينك كل مَا سَألت إلا مَا شئت، وإلا أن أشاء أن أمنعك، والنية أن لا تمنعه، وعلى هذا مجاري الأيمان يستثنى فيها ونية الحالف (٤)
قال أبو إسحق: إلا مَا شاء الله، ثم يَذْكُره بعد (٥).
يعني أنه قد ينسى مَا شاء الله، ثم يَذْكُر بعد ما قد نسيه، ولا ينسى نسيانًا كليًا.
وقوله (٦) (تعالى) (٧): ﴿إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ﴾ أي من القول، والفعل (٨). ﴿وَمَا يَخْفَى﴾ منهما. والمعنى يعلم العلانية، والسر. وهذا يتصل بما قبله على معنى يعلم ما تجهر به يا محمد مما تقرؤه على جبريل، ويعلم ما تخفيه في نفسك من القراءة مخافة النسيان (٩).

(١) ورد معنى قوله في "التفسير الكبير": ٣١/ ١٤٢.
(٢) من قوله: واختار إلى شيئا: كرر في نسخه: أ.
(٣) سورة هود: ١٠٧ - ١٠٨.
(٤) "معاني القرآن": ٣/ ٢٥٦ بنحوه. وفيه الحالف التمام.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه": ٥/ ٣١٦ مختصرًا.
(٦) في: أ: قوله.
(٧) ساقط من: ع.
(٨) هذا من قول الثعلبي في "الكشف والبيان": ج ١٣: ٧٧/ ب.
(٩) ورد هذا القول في "الكشف والبيان": ج ١٣: ٧٧/ ب.


الصفحة التالية
Icon