بكر الصديق -أرضاه الله- قال لما سمع هذه الآية: [ليت] (١) المدة التي أتت على آدم، ولم يكن شيئًا مذكورًا، تمت على ذلك، وكان لا يلد، ولا يُبتلى أولاده (٢).
وهذا الذي ذكره عن الصديق يروى ذلك عن عمر (٣)، وابن مسعود (٤)، (ومراده) (٥) أن (هل) لو كان استفهامًا ما قال من قال: ليت ذلك تم؛ لأن الاستفهام إنما يجاب بـ (لا) أو (نعم)، وهذا الكلام، إنما يحسن إذا كان المراد بـ (هل) الخبر لا الاستفهام (٦).
وقوله: ﴿عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ قال جماعة من المفسرين (٧): يريد آدم عليه السلام.

(١) في كلا النسختين: ليست، ولا تستقيم العبارة بهذا اللفظ، ولعله خطأ من الناسخ، أو تصحيف.
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٨.
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢/ أ، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٨، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٦ وعزاه إلى ابن المبارك، وأبي عبيد في فضائله، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٤) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢/ أ، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٦ وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) (هل): من الحروف الهوامل؛ لأنها لا تختص بأحد القبيلين، ولها موضعان: أحدهما: أن تكون استفهامًا عن حقيقة الخبر، وجوابها: نعم، أو لا، قال تعالى: ﴿فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ﴾ [الأعراف: ٤٤]. والثاني: أن تكون بمعنى: (قد)، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ [الإنسان: ١]، كتاب معاني الحروف للرُّمَاني: ١٠٢.
(٧) قال بذلك: قتادة، وسفيان الثوري، والسدي، وعكرمة، ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب، "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٦، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٢، "النكت والعيون" ٦/ ١٦١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٧. وبه قال =


الصفحة التالية
Icon