استوى (١)
وقال الكلبي: "إذا سجى": اسودّ، وأظلم (٢).
فهذه ثلاثة أقوال عند المفسرين على وفق (٣) ما حكينا عن أهل اللغة، وهذا القسم جوابه قوله:
٣ - ﴿مَا وَدَّعَكَ (٤) رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾، قال المفسرون (٥): أبطأ جبريل

(١) "تفسير الإمام مجاهد" ٧٣٥، و"جامع البيان" ٣٠/ ٢٢٩، و"النكت والعيون" ٦/ ٢٩٧، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٩٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٩٢، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٤١ وعزاه إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، و"فتح القدير" ٥/ ٤٥٧.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) بياض في: ع.
(٤) في (أ): (وما وعدك).
(٥) قال ابن الجوزي: اتفق المفسرون على أن هذه السورة نزلت بعد إنقطاع الوحي مدة، و"زاد المسير" ٨/ ٢٦٦. وقد قال بذلك: سفيان البجلي، ومعمر، وسفيان بن عينية، وجندب بن عبد الله البجلي، وقتادة، والضحاك، وابن عباس، ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" ٢٤٣ أ، و"تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٩، و"جامع البيان" ٣٠/ ٢٣٠ - ٢٣١، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٤٠، و"تفسير سفيان بن عينية"، تح: المحايري: ٣٤٦.
والرواية الصحيحة السند هي ما أخرجه البخاري عن جندب: قال الأسود بن قيس، قال: سمعت جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: اشتكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يقم ليلتين أو ثلاثًا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثاً! فأنزل الله عز وجل: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ ٣/ ٣٢٦ ح ٤٩٥٠ و٤٩٥١: كتاب التفسير: باب ١ - ٢ وج: ٣/ ٣٣٧: ح: ٤٩٨٣ كتاب فضائل القرآن باب ١١/ ٣٥٠ - ٣٥١ ح ١١٢٤ و١١٢٥ كتاب التهجد باب ٤.
كما أخرجه مسلم في صحيحه: ٣/ ١٤٢١: ح ١١٤، كتاب الجهاد والسير: باب ٣٩، والحميدي ٢/ ٣٤٢ ح ٧٧٧، والطيالسي ٤/ ١٢٦، والإمام أحمد =


الصفحة التالية
Icon