عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال المشركون: قد قلاه (١) الله وودعه (٢)، فأنزل الله هذا الآية.
وقال السدي: أبطأ عليه أربعين ليلة، فشكا ذلك إلى خديجة، فقالت: لعل ربك نسيك أو قلاك، فأنزل الله هذه الآية (٣).
واختلفوا في قدر مدة انقطاع الوحي، وهي أربعون ليلة على ما قال السدي، وهو قول مقاتل (٤): لم ينزل جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة أربعين يومًا (٥).

= ٤/ ٣١٢، ٣١٣، والطبراني ٢/ ١٧٣، رقم: ١٧٠٩ - ١٧١٢، والبيهقي في "الدلائل" ٧/ ٥٨. وانظر: "أسباب النزول" تح أيمن صالح ص ٣٩٣، و"لباب النقول" ٢٣٠، و"الصحيح المسند" ص ٢٣٣.
(١) قلاه: قلى: أبغض. قال ابن السكيت: ولا يكون في البغض إلا قليت. "إصلاح المنطق" ١٣٩، و"تاج العروس" ١٠/ ٣٠٢ (قلا).
(٢) ودع: وَدَعْته، أَدَعْه وَدعًا: تركته.
وقال ابن فارس: وَدَعَ: أصل واحد يدل على الترك والتخلية، وَدَعَه تركه، ومنه دَع. "مقاييس اللغة" ٦/ ٩٦ (ودع)، وانظر: "الصحاح" ٣/ ١٢٩٥ (ودع).
(٣) "بحر العلوم" ٣/ ٤٨٦، و"التفسير الكبير" ٣١/ ٢١٠، وبمعنى هذه الرواية لكن من طريقين: طريق عبد بن شداد، وطريق هشام بن عروة عن أبيه. انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٣١، وقال ابن حجر: وهذان طريقان مرسلان، ورواتهما ثقات. "فتح الباري" ٨/ ٧١١.
قال ابن كيثر: إنه حديث مرسل من هذين الوجهين، ولعل ذكر خديجة ليس محفوظًا، أو قالته على وجه التأسف والتحزن. والله أعلم.
"تفسير القرآن العظيم" ٤٤/ ٥٥٨، وانظر: "لباب النقول" ص ٢٣١.
(٤) في (أ): (فإن)، وهو حرف زائد في الكلام لا يستقيم المعنى بإثباته.
(٥) "تفسير مقاتل" ٢٤٣ أ، انظر: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٠٦ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٩٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٩٢.


الصفحة التالية
Icon