تظنك خارجًا، وقوله: ﴿أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ (١) من ذلك (٢).
قال مقاتل: إن رأى نفسه غنيا، وكان موسرًا فطغى فخوفه الله بالرجعة (٣).
٨ - فقال: ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾. قال أبو عبيدة: المرجع (٤).
وقال الأخفش: الرجوع (٥).
وكلاهما (٦) مصادر، يقال: رجع إليه يرجع رجوعًا ومرجعًا، ورجعى: مصدر على فُعْلَى (٧).
٩، ١٠ - (قوله تعالى) (٨): ﴿رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾.
يعني: أبا جهل (٩)، قال أبو هريرة: قال أبو جهل: لأن رأيت محمدًا

(١) "معاني القرآن" ٣/ ٢٧٨ بتصرف.
(٢) وقوله مكررة في (أ)، وليس هذا موضعها.
(٣) "الوسيط" ٤/ ٥٢٩.
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٠٤، وإليه ذهب ابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" ٥٣٣.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) في (ع): (ثلاثيها).
(٧) انظر: "تهذيب اللغة" ٨/ ٣٦٥: (رجع)، و"لسان العرب" ٨/ ١١٤ (رجع).
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٩) قال ابن عطية: ولم يختلف أحد من المفسرين في أن الناهي أبو جهل، وأن العبد المصلي: محمد -صلى الله عليه وسلم-. "المحرر الوجيز" ٥/ ٥٠٢.
قال ابن حجر: وإنما شدد الأمر في حق أبي جهك دون غيره مما بلغ أذاه ما بلغه أبو جهل، وذلك لأن أبا جهل زاد في التهديد وبدعوى أهل طاعته، وبإرادة وطء العنق الشريف، وفي ذلك من المبالغة ما اقتضى تعجيل العقوبة لو فعل ذلك. "فتح الباري" ٨/ ٧٢٤.


الصفحة التالية
Icon