قال ابن عباس (في رواية سعيد بن جبير) (١): أنزل القرآن في ليله القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين، وتلا هذه الآية: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ (٢) قال: نزل متفرقًا (٣).
وقد ذكرنا هذا عند قوله: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ (٤)،

= وحكاية الإجماع ما كان مجمعًا عليه حقيقة، أو ما كان من قول الجمهور. والله أعلم
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) الواقعة: ٧٥ وعنى باستشهاده بالآية أنه نزل على مثل مساقط النجوم؛ أي أنزل مفرقًا يتلو بعضه بعضاً، وهذا ما وضحه قوله: نزل متفرقًا.. "الإتقان" ١/ ١١٨.
(٣) ورد قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٨ برواية حكيم بن جبر، عن ابن عباس بمثله، كما ورد قوله برواية سعيد بن جير عنه بمعناه. "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٩، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ٢٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٦، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٦٧، وعزاه إلى ابن الضريس، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، و"دلائل النبوة" للبيهقي ٧/ ١٣١: باب ما جاء في نزول القرآن، و"المستدرك" ٢/ ٥٣٠، كتاب التفسير: تفسير سورة أنزلناه برواية حكيم عنه، وقال: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير"، وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. "مجمع الزوائد" ٧/ ١٤٠ سورة أنزلناه، وانظر: "الإتقان" ١/ ١١٦ بمعناه.
(٤) سورة البقرة: ١٨٥، ومما جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾: قال ابن عباس: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا، ثم نزل به جبريل على محمد نجوماً عشرين سنة.
وقال بعضهم: أنزل فيه القرآن: معناه: أنزل في فضله القرآن. نحو أن يقال: أنزل في الصديق كذا آية تريد في فضله. =


الصفحة التالية
Icon