هذا من النعيم الذي نسأل عنه؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما ذلك للكفار، ثم قرأ: ﴿وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (١)﴾ (٢) [سبأ: ١٧].
والظاهر يشهد لهذا القول وهو: أن الكفار لم (٣) يؤدوا حق النعمة حيث أشركوا به وعبدوا غيره، واستحقوا أن يسألوا عما أنعم عليهم توبيخًا لهم؛ هل قاموا بالواجب فيه، أم ضيعوا حق النعمة؟ ثم يعذبون على ترك الشكل بتوحيد المنعم (٤). وهذا معنى ما ذكره مقاتل، وهو قول الحسن.

(١) بياض في (ع).
(٢) وردت الرواية بمعناها عن الكلبي في "الدر المنثور" ٨/ ٦١٨ وعزاه إلى ابن مرويه، كما وردت من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في "بحر العلوم" ٣/ ٥٠٧، ووردت من غير ذكر الطريق في "التفسير الكبير" ٣٢/ ٨١، ولأبي بكر رواية خلاف رواية الكلبي من طريق أبي هريرة، ذكرها الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٨٧ وهي في "صحيح مسلم" ٣/ ١٦٠٩: ح: ١٤٠: كتاب الأشربة: باب ٢٠، والشاهد منها: عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا الجوع يا رسول الله، قال: وأنا.. لأخرجني الذي أخرجكما.. إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا من هذه.. فذبح لهم، فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق، وشربوا، فلما أن شبعوا ورروا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-لأبي بكر وعمر "والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة".
كما أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" ٤/ ١٤٤: ح: ٤٦٠٢ - ٤٦٠٥، ٤٦٠٦ من طريق أبي هريرة وطرق أخرى.
(٣) في (أ): (لو).
(٤) قال القاضي عياض: المراد: السؤال عن القيام بحق شكره، والذي نعتقده أن السؤال هنا سؤال تعداد النعم، وإعلام بالامتنان بها، وإظهار الكرامة بإسباغها؛ =


الصفحة التالية
Icon