فكان (١) تجار قريش يختلفون إلى هذه الأمصار بحبال هؤلاء الإخوة، فلا تُعرض لهم. فكان هاشم يؤلف إلى الشام، وعبد شمس إلى الحبشة، والمطلب إلى اليمن، ونوفل إلى فارس) (٢).
ومعنى يُؤْلِف: يجير، والإجارة سبب تألف الغير، فقيل للجوار: إيلاف، وللمجير: مؤلف، (وأما قريش فهم ولد النضر بن كنانة، وكل من ولده النضر فهو قرشي، ومن لم يلده النضر فليس بقرشي) (٣)، ولذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنا بني النضر بن كنانة لا نَقْفُو أمَّنا، ولا نَنْتفي من أبينا" (٤).
واختلفوا في سبب تسميتهم بهذا الاسم، فذهب قوم إلى:
(أنه من القرش، وهو الجمع من هاهنا وهاهنا، وسميت قريش قريشًا لتقرشها أي لتجمعها إلى مكة من جوانبها (٥)، وكانوا متبددين في الأرض، فتقرشت أي اجتمعت بعد التفرق حين جمعهم قصي بن كلاب في الحرم،

(١) في (أ): (وكان).
(٢) ما بين القوسين نقله عن "تهذيب اللغة" ١٥/ ٣٧٩ - ٣٨١ بيسير من التصرف.
(٣) ما بين القوسين نقله عن "الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٩ ب.
(٤) الحديث رواه الإمام أحمد: ٥/ ٢١١ - ٢١٢، وابن ماجه في "السنن" ٢/ ٩٦: ح: ٢٦٤١: كتاب الحدود: باب: ١٣٧، من طريق عقيل بن طلحة، السلمي عن مسلم بن هيصم به، كما رواه الطبراني في: "المعجم الكبير" ٢/ ٢٨٥ - ٢٨٦: ح: ٢١٩٠ - ٢١٩١ من طريقين أحدهما صرح بالتحديث فيهما عن الجفشيش الكندي. قال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. انظر حاشية سنن ابن ماجه: ٢/ ٩٦.
قال الألباني: وهو كما قال. "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ٥/ ٤٨٩: ح: ٢٣٧٥. وقال الألباني عنه: حسن. "صحيح ابن ماجه" ٢/ ٩١: ح: ٢١١٥: كتاب الحدود: باب ٣٧.
(٥) في (أ): (حواليها).


الصفحة التالية
Icon