وجُرَش، والجَنَد (١) من بلاد اليمن، فحملوا الطعام إلى مكة، وأخصبت أهل مكة بعد القحط (٢)، فذلك قوله تعالى: ﴿أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾
وهو أنهم كانوا يسافرون آمنين لا يتعرض لهم أحد، ولا يغير أحد عليهم، لا في سفرهم (٣)، ولا في حضرهم (٤)، وكان غيرهم لا يأمن سفرهم ولا في حضرهم.
وهذا معنى قوله: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا﴾ [القصص: ٥٧] الآية، أعلم الله تعالى أن من الدلالة على وحدانيته ما فعل بهؤلاء؛ أطعمهم وهم في بلدة لا زرع فيها ولا ضرع، وآمنهم وغيرهم خائفون، وأمرهم بعبادة الذي أنعم عليهم هذه النعمة. (هذا قول جماعة المفسرين (٥)) (٦).

(١) كلمة غير مقروء في (أ).
(٢) ورد معنى قوله في: "التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠٨، وورد معناه أيضًا من غير عزو في: "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٠٩، و"لباب التأويل" ٤/ ٤١٢، و"فتح القدير" ٥/ ٤٩٨.
(٣) في (ع): (سفره).
(٤) في (ع): (حضره).
(٥) وهو معنى قول: ابن زيد، وقتادة، ومجاهد.
"جامع البيان" ٣٠/ ٣٠٨ - ٣٠٩، وانظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٩٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٠٩، وبمعناه قال السمرقندي في: "بحر العلوم" ٣/ ٥١٧، والزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦٦، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٦١ أ، وانظر: "المحرر الوجيز" ٥/ ٥٢٦، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٥.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).


الصفحة التالية
Icon