قوله: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ (هُوَ الْأَبْتَرُ) (١)﴾ أي مبغضك من الشنآن، وهو البغض (٢)، وقد مر (٣). (هو الأبتر).
معنى البتر في اللغة: (أستئصال القطع، يقال بترته أبتره بترًا، أي صار أبتر، وهو المقطوع الذنب. ويقال للذي لا عقب له أبتر، وكذلك للمنقطع (٤) عن الخير) (٥).
قال المفسرون: يعني العاص بن وائل، قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إنه أبتر لا ابن له يقوم مقامه بعده فإذا مات انقطع ذكره واسترحتم منه، وكان قد مات ابنه

(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) انظر "تهذيب اللغة" ١١/ ٤٢ (شنأ)، و"إصلاح المنطق" ص ٢٨٤.
(٣) سورة المائدة: ٢، ٨ قال تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا﴾. وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾ ومما جاء في معنى: "شنآن" قال: أبو زيد: شنئت الرجل أشنؤه شنئًا وشنآنًا ومنشاءة إذا ابغضته.
واختلف القراء في هذا الحرف، فالأكثرون قرؤوا على فَعْلا، وحجتهم أنه مصدر، والمصدر يكثر على فعلان، ومن أسكن النون، فلأن المصدر قد جاء أيضًا على فعلان، وإذا كان كذلك، فالمعنى في القراءتين واحد، ومعناه: لا يحرمنكم بغض قوم أي بغضكم قوم بصدهم إياكم.. "البسيط" مختصرًا جدًا.
(٤) في (أ): (المنقطع).
(٥) ما بين القوسين انظر "تهذيب اللغة" ١٤/ ٢٧٧ (بتر).


الصفحة التالية
Icon