فقد جهل، (وقال ما لا يجوز (١)، وقد روى سعيد عن) (٢) قتادة قال كان إبليس ينظر إلى آدم ويقول: لأمر خلقت، ودخل في فيه، وخرج من دبره، فقال للملائكة: لا ترهبوا من هذا، فإن ربكم صمد، وهذا أجوف" (٣).
(قال ابن قتيبة: وهو على) (٤) هذا التفسير: "الدال" فيه مبدلة من "تاء"، والمصصت من صمد (٥)، وقد بينا فساد هذا القول، وأنه لا يجوز في

= الصمدية وكمالها له وحده واجبة لازمة لا يمكن عدم صمديته بوجه من الوجوه، كما لا يمكن تثنية أحديته بوجه من الوجوه، فهو أحد لا يماثله شيء من الأشياء بوجه من الوجوه، ثم قال: ودل قوله: "الأحد، الصمد" على أنه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، فإن الصمد هو الذي لا جوف له ولا أحشاء، فلا يدخل منه شيء، فلا يأكل ولا يشرب سبحانه وتعالي.. والصمد المصمد الذي لا جوف له، فلا يخرج منه عين من الأعيان فلا يلد.. "مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢٣٨ - ٢٤٠ مختصرًا وقال ابن كثير أيضًا بعد إيراده كثيرًا من هذه الأقوال في تفسير الصمد: وكل هذه صحيحة، وهي صفات ربنا عَزَّ وَجَلَّ هو الذي يصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه.. وقال البيهقي نحو ذلك. "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٠.
وعليه فلا معنى لاستنكار الإمام الواحدي أو غيره هذه الصفة بعد إثبات معناها عن جمهرة ممن السلف وهي دالة على الكمال لله تعالى.
(١) قد رد قول الإمام الواحدي وأبطل في الحاشية السابقة.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) ورد في "بحر العلوم" ٣/ ٥٢٥، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢٢٦، و"دقائق التفسير" ٦/ ٥٢ تفسير سورة الإخلاص، قال د. عبد العلي: جاء في حديث طويل أخرجه ابن جرير: ١/ ٢٠٣ والبيهقي في "الأسماء والصفات" ٤٥٧ عن ابن مسعود وابن عباس، وسنده ضعيف.
(٤) ما بين القوسين غير مقروء في (ع).
(٥) "تفسير غريب القرآن" ٥٤٢ بيسير من التصرف، وقد بين ابن تيمية مراد ابن قتيبة قال: لا إبدال في هذا، ولكن هذا من جهة الاشتقاق الأكبر.. ثم قال - فالأشتقاق الأصغر اتفاق القولين في الحروف وترتيبها؛ والأوسط اتفاقهما في الحروف لا في الترتيب =


الصفحة التالية
Icon