رضي الله عنه فجابها، فقال جبريل للنبي -صلى الله عليه وسلم- حل عقدة واقرأ آية، ففعل، وجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة، وذهب عنه ما كان يجده. وهذه القصة صحيحة (١)،.......

(١) وردت في: "صحيح البخاري" من طريق هشام عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُحِرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن. قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا. فقال: يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيه فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبَّه؟ قال لبيد بن أعصم رجل من بني زُريق حليف ليهود كان منافقًا. قال: وفيم؟. قال في مشط ومشاطة. قال: وأين؟ قال في جُف طلعةٍ ذكر تحت رعوفة في بئر ذَرْوان. قالت: فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- البئر حتى استخرجه. فقال هذه البئر التي أريتها، وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكان نخلها رؤوس الشياطين. قال: فاستخرج. قالت: فقلت أفلا -أي تنشرت- فقال: أما والله فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرًّا. "صحيح البخاري" ٤/ ٤٨ - ٤٩: ح ٥٧٦٣. ٥٧٦٥: باب ٤٧، ٤٩، ٥٠، ج ٢/ ٤٣٧: ح ٣٢٦٨: كتاب بدء الخلق: باب ١١.
ومسلم في "صحيحه": ٤/ ١٧١٩: ح ٤٣، ٤٤ مختصرًا: كتاب السلام: باب ١٧ ومن خلال ما ورد في الصحيحين يتبين أنه ليس فيه ما يدل على نزول المعوذتين على الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما سحر.
قال ابن حجر: وقد وقع في حديث ابن عباس فيما أخرجه البيهقي في: الدلائل: بسند ضعيف في آخر قصة السحر الذي سحر به النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم وجدوا وترًا فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت سورة الفلق، والناس وجعل كلما قرأ آية انحلت عقده. وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع عن ابن عباس: أن عليا وعمارًا لما بعثهما النبي -صلى الله عليه وسلم- لاستخراج السحر وجدا طلعة فيها إحدى عشرة عقدة فذكر نحوه. فتح البارى: ١٠/ ٢٢٥.
وقد وردت قصة سحر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن ذلك كان سببًا في نزول المعوذتين في "أسباب النزول": تح: ايمن ص ٤١٠، و"لبات النقول": ٢٣٨ - ٢٣٩، و"الكشف والبيان" =


الصفحة التالية
Icon