هذا الوجه للنفي.
وقال أبو عبيدة: معناه: لا يؤمنون إلَّا بقليل ممَّا في أيديهم ويكفرون بأكثره. وانتصب قليلًا على هذا القول بنزع الخافض (١). و (ما) صلة، تقديره: فبقليل يؤمنون. وقال قتادة: معناه لا يؤمن منهم إلا قليلٌ؛ (٢) لأن مَنْ آمن من المشركين أكثر ممن آمن من اليهود. و (ما) على هذا القول أيضًا صلة، وانتصب قليلًا على الحال. تقديره: فيؤمنون قليلًا (٣)، كعبد الله بن سلَامَ (٤).
وذكر ابن الأنباري في هذه الآية ثلاثة أوجه سوى ما ذكرنا:
أحدها: فيؤمنون إيمانًا قليلًا، وذلك أنهم يؤمنون بأن الله خالقهم ورازقهم، ويكفرون بمحمد والقرآن، فيقلل ذلك إيمانهم، ودليل هذا التأويل: قوله: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦]،
= ببغداد، تولى القضاء، توفي سنة ٢٠٧ هـ. ينظر: "تاريخ بغداد" ٣/ ٣، و"وفيات الأعيان" ٤/ ٣٤٨.
(١) ينظر: "البحر المحيط" ١/ ٣٠٢.
(٢) رواه عبد الرزق في "تفسيره" ١/ ٥١، ومن طريقه رواه الطبري في "تفسيره" ١/ ٤٠٩، وابن أبي حاتم ١/ ١٧١، وذكره الثعلبي ١/ ١٠٢٩، وينظر: "البحر المحيط" ١/ ٣٠١ - ٣٠٢، ونقل عن المهدوي مذهب قتادة: أن المعنى فقليل منهم من يؤمن، وأنكره النحويون؟ وقالوا: لو كان كذلك للزم رفع قليل، ثم تعقبه أبو حيان فقال: قول قتادة صحيح، ولا يلزم ما ذكره النحويون؛ لأن قتادة إنما بين المعنى وشرحه ولم يرد شرح الإعراب فيلزمه ذلك.
(٣) "البحر المحيط" ١/ ٣٠٢.
(٤) هو: أبو يوسف عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي، ثم الأنصاري، كان أحد أحبار اليهود في الجاهلية، أسلم عند مقدم الرسول - ﷺ -، بشره الرسول - ﷺ - بالجنة، توفي سنة ٤٣ هـ. ينظر: "أسد الغابة" ٣/ ٢٦٤، "الاستيعاب" ٣/ ٩٢١.
(١) ينظر: "البحر المحيط" ١/ ٣٠٢.
(٢) رواه عبد الرزق في "تفسيره" ١/ ٥١، ومن طريقه رواه الطبري في "تفسيره" ١/ ٤٠٩، وابن أبي حاتم ١/ ١٧١، وذكره الثعلبي ١/ ١٠٢٩، وينظر: "البحر المحيط" ١/ ٣٠١ - ٣٠٢، ونقل عن المهدوي مذهب قتادة: أن المعنى فقليل منهم من يؤمن، وأنكره النحويون؟ وقالوا: لو كان كذلك للزم رفع قليل، ثم تعقبه أبو حيان فقال: قول قتادة صحيح، ولا يلزم ما ذكره النحويون؛ لأن قتادة إنما بين المعنى وشرحه ولم يرد شرح الإعراب فيلزمه ذلك.
(٣) "البحر المحيط" ١/ ٣٠٢.
(٤) هو: أبو يوسف عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي، ثم الأنصاري، كان أحد أحبار اليهود في الجاهلية، أسلم عند مقدم الرسول - ﷺ -، بشره الرسول - ﷺ - بالجنة، توفي سنة ٤٣ هـ. ينظر: "أسد الغابة" ٣/ ٢٦٤، "الاستيعاب" ٣/ ٩٢١.