وقال سُدَيف:
أقِمْ قصدَ وجهك شطرَ العراق | وخالَ الخليفة فاستَمْطِرِ (١) |
وقوله تعالى: ﴿اَلْحَرَامِ﴾ بمعنى المحرم، وأصله: من المنع، وسمِّيت تلك البقعة حرامًا لما منع فيها من أشياء لم تمنع في غيرها (٣)، ونذكر الكلام في الحرام والحرمات في موضع آخر. ﴿وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ﴾ في بر أو بحر (٤)، وذكرنا الكلام في حيث عند قوله: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ [البقرة: ١٩٩].
﴿فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ فيه إضمار واختصار، أي: وحيثما كنتم، وأردتم الصلاة، فولّوا وجوهكم شطره.
قال المفسرون: إن أول ما نسخ من أمور الشرع أمر القبلة (٥). وهذه
(١) البيت بلا نسبة في "جمهرة اللغة" ٢/ ٧٢٨.
(٢) بتصرف من "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٢٢، ونقل الإجماع على النحو ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٥٦، وينظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٢٢٠ - ٢٢١، "التبيان" للعكبري ص ٩٩. وينظر في معاني الشطر: "تفسير الطبري" ٢/ ٢٠ - ٢١، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ص ٦٠، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص ٦٤، "المفردات" ص ٢٦٤، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٤٦.
(٣) ينظر: "لسان العرب" ٢/ ٨٤٧ - ٨٤٨.
(٤) ينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤٤.
(٥) قاله ابن عباس كما رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢٥٣ عنه، ورواه أبو داود في ناسخه كما في "الدر المنثور" ١/ ٢٦٩، ورواه الطبري عن الحسن وعكرمة ٢/ ٤، وينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤١.
(٢) بتصرف من "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٢٢، ونقل الإجماع على النحو ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٥٦، وينظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٢٢٠ - ٢٢١، "التبيان" للعكبري ص ٩٩. وينظر في معاني الشطر: "تفسير الطبري" ٢/ ٢٠ - ٢١، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ص ٦٠، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص ٦٤، "المفردات" ص ٢٦٤، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٤٦.
(٣) ينظر: "لسان العرب" ٢/ ٨٤٧ - ٨٤٨.
(٤) ينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤٤.
(٥) قاله ابن عباس كما رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢٥٣ عنه، ورواه أبو داود في ناسخه كما في "الدر المنثور" ١/ ٢٦٩، ورواه الطبري عن الحسن وعكرمة ٢/ ٤، وينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤١.