على (١) وعلى هذا دخلت اللام في قولنا: القرآن، ومن هذه الأسماء ما يكون اللام فيه تعريفًا ثانيًا، كما قالوا في اسم الشمس: إلاهة والإلاهة (٢)، ومنها ما يكون اللام فيه زائدة، نحو قوله:
يا ليت أم العمرو كانت صاحبي (٣)
قال: وقول من يقول: إنّ القرآن غير مهموز من قَرَنْتُ الشيء بالشيء سهو، وإنما هو تخفيف الهمزة ونقل حركتها إلى الساكن قبلها، فصار اللفظ به كفُعَال، من قرنت، وليس منه، ألا ترى أنك لو سميت رجلًا بقُرَان (٤) مخفف الهمزة لم تصرفه في المعرفة، كما لا تصرف عثمان، ولو أردت به فعالا من قرنت لا تصرف في المعرفة والنكرة، ذكر ذلك أبو علي في المسائل الحلبية (٥).
وقوله تعالى: ﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾ أي: هاديًا، وهو حال قد سَدّ مَسَدّ المفعول الثاني لأنزل (٦)، و ﴿بَيِّنَاتٍ﴾ عطف على قوله ﴿هُدًى﴾،
(٢) سقطت من (ش).
(٣) عجزالبيت:
مكان من أشتى على الركائب
ولم يعرف قائل هذا الرجز، والبيت ورد في "الأغفال" ١/ ٢٦٧، "المخصص" ١/ ١٦٨، "الإنصاف" ص ٢٧٢، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٣٤٧، "الصحاح" ٣/ ١٦٩، "اللسان" ٢/ ١٥٦٣ (ربع). وانظر ص ٤٨ من هذا المجلد.
(٤) في (ش): (بقرأت).
(٥) "المسائل الحلبية" ص ٢٩٧، وينظر: "البرهان" للزركشي ١/ ٢٧٨.
(٦) ينظر: "معاني القرآن" للأخفش ١/ ١٥٩، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٢٧٨، "البحر المحيط" ٢/ ٤٠.