وقوله: ﴿أَو أَشَدُّ﴾ (أو) دخلت لغير معنى شك، ولكنها للإباحة (١) كما ذكرها في قوله: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ﴾، وقيل: (أو) هاهنا بمعنى بل (٢) كقوله تعالى: ﴿أَوْ يَزِيدُونَ﴾ [الصافات: ١٤٧].
وقيل: أراد إبهام علم ذلك على المخاطبين، كالعادة في مثل هذا في المخاطبة أن يقال: فلان كالبدر أو أحسن، وكالبحر أو (٣) أجود، فأما الله تعالى فهو عالم أي ذلك كان (٤). وارتفع (أشدُ) بإضمار (هي) كأنه قال: أو هي أشدُّ (٥).
ويجوز أن يرتفع بالعطف على موضع الكاف، كأنه قيل: فهي مثل الحجارة (٦) أو أشد (٧).
قال ابن عباس في هذه الآية: إنما قال: ﴿أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ لأن الحجارة
(١) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٢٩، وانظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٦٢ - ٣٦٣، و"تفسير أبي الليث" ١/ ٣٩٥، "الماوردي" ١/ ٣٧٢، "ابن عطية" ١/ ٣٥٤.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٦٣، "تفسير أبي الليث" ١/ ٣٩٥، "تفسير الثعلبي" ١/ ٨٥ أ، "تفسير الماوردي" ١/ ٣٧٢، "تفسير ابن عطية" ١/ ٣٥٤.
(٣) في (ب): (بل أجود).
(٤) ذكره الطبري في "تفسيره" ورجحه ١/ ٣٦٢ - ٣٦٣، "تفسير الماوردي" ١/ ٣٧١، "تفسير ابن عطية" ١/ ٣٥٤ - ٣٥٥، وذكر الأخفش: أنها بمعنى (الواو) "معاني القرآن" ١/ ٢٨٤، وقد رده الزجاج وقال: (أو) لا تصلح بمعنى (الواو) و"المعاني" ١/ ١٢٩، وهذا على قول البصريين، انظر: "الإنصاف" ص ٣٨٣، وانظر ما سبق عند تفسير قوله تعالى: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ﴾.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٨٤، وللزجاج ١/ ١٢٩، "الطبري" ١/ ٣٦٣.
(٦) في (ب): (كالحجارة).
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٦٣، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٨٨، "الكشاف" ١/ ٢٩٠، "البحر المحيط" ١/ ٢٦٣.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٦٣، "تفسير أبي الليث" ١/ ٣٩٥، "تفسير الثعلبي" ١/ ٨٥ أ، "تفسير الماوردي" ١/ ٣٧٢، "تفسير ابن عطية" ١/ ٣٥٤.
(٣) في (ب): (بل أجود).
(٤) ذكره الطبري في "تفسيره" ورجحه ١/ ٣٦٢ - ٣٦٣، "تفسير الماوردي" ١/ ٣٧١، "تفسير ابن عطية" ١/ ٣٥٤ - ٣٥٥، وذكر الأخفش: أنها بمعنى (الواو) "معاني القرآن" ١/ ٢٨٤، وقد رده الزجاج وقال: (أو) لا تصلح بمعنى (الواو) و"المعاني" ١/ ١٢٩، وهذا على قول البصريين، انظر: "الإنصاف" ص ٣٨٣، وانظر ما سبق عند تفسير قوله تعالى: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ﴾.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٨٤، وللزجاج ١/ ١٢٩، "الطبري" ١/ ٣٦٣.
(٦) في (ب): (كالحجارة).
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٦٣، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٨٨، "الكشاف" ١/ ٢٩٠، "البحر المحيط" ١/ ٢٦٣.