قال ابن عباس (١) في رواية عَطَاء، والضحاك في قوله: ﴿الم﴾ يريد بالألف: الله، واللام (٢): جبريل، والميم: محمد - ﷺ - (٣). وقد مضى الكلام في حروف التَّهَجِّي، وفي معنى ﴿الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: ٢٥٥].
٣ - قوله تعالى: ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾. إنّما قال: ﴿نَزَّلَ﴾، وقال: ﴿وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾؛ لأن التنزيل للتكثير. والقرآن نزل نجومًا، شيء بعد شيء، والتوراة والإنجيل نزلتا دفعةً واحدةً (٤).

= المنثور" للسيوطي: ٢/ ٦٦، "لباب النقول" له: ٥١، وزاد في نسبة إخراجه فيهما لابن المنذر، والبيهقي في "دلائل النبوة". وانظر: "تفسير ابن كثير" ١/ ٣٩٥ - ٣٩٨ فله توجيه لطيف حول قول محمد بن إسحاق هذا ومن معه في سبب نزول هذه الآية.
(١) قوله في "تفسير الثعلبي" (مخطوط مصور في جامعة الإمام): ١/ ٢٣ ب.
(٢) في (ب): (والميم واللام).
(٣) أورد الأثر هذا عنه الثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان" ١/ ٢٣ ب.
(٤) وقد ذهب كثير من المفسرين، إلى ما ذهب إليه المؤلفُ، من تخصيص القرآن، هنا بلفظ التنزيل، الدال على التكثير؛ نظرًا لنزوله منجمًا، وأن التوراة والإنجيل خُصَّا بالإنزال؛ لأنهما نزلا دفعة واحدة ومن هؤلاء المفسرين: الثعلبي، والبغوي، والزمخشري، وبيان الحق النيسابوري، وابن الجوزي، والقرطبي، والنسفي، وأبو جعفر بن الزبير الغرناطي، وابن جماعة، والبيضاوي، والمهايمي، وأبو السعود. انظر: "تفسير الثعلبي" ٣/ ٤ أ، "تفسير البغوي" ٢/ ٦، "الكشاف" للزمخشري: ١/ ٢٣٨، ٤١٢، "وضح البرهان" لبيان الحق: ١/ ٢٣٣، "زاد المسير" ١/ ٣٤٩، "تفسير القرطبي" ٤/ ٥، "تفسير النسفي" ١/ ١٤١، "ملاك التأويل" لابن الزبير: ١/ ١٤١، "كشف المعاني" لابن جماعة: ١٢٣، "تفسير اليضاوي" ١/ ٦٢، "تفسير المهايمي" ١/ ١٠٢، "تفسير أبي السعود" ٢/ ٤.
ولكن رُدَّ هذا القول بالآتي: إن التضعيف الدال على الكثرة، شرطه أن يكون في الأفعال المتعدية قبل التضعيف غالبًا؛ نحو: (فتَّحت الباب)، وفعل (نَزَل) لم=


الصفحة التالية
Icon