والحرام، والحُدُود والفرائض، مِمّا يُعمل به. والمتشابهات: مُقَدَّمُه ومُؤَخَّرُه، وأمثالُهُ وأقسامه، وما يُؤمَنُ به (ولا يُعمل به) (١).
وقال ابن كَيْسَان (٢): المُحْكَمَات: حُجَجُها واضحةٌ، ودَلائِلُها لائحة، (لا) (٣) حاجة بمن سمعها إلى طلب معانيها. والمتشابه: ما يُدرَك عِلْمُهُ بالنظر. وهذا القول؛ اختيار أبي إسحاق؛ لأنه حكى هذا القول، وقال (٤): معنى ﴿مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ﴾: أي: أُحكِمت في الإبانة، فإذا سمعها السامعُ لَمْ يَحْتَجْ إلى تأويلها؛ لأنها ظاهرة بَيِّنةٌ؛ نحو: ما قَصّ اللهُ تعالى مِنْ

= الطرق إليه. واعتمد عليها البخاريُّ في صحيحه قال الإمام أحمد: (بمصر صحيفة تفسير رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدًا، ما كان كثيرًا) مات سنة (١٤٣هـ). انظر: "الجرح والتعديل" ٦/ ١٩١، و"المراسيل" ١٤٠، و"تاريخ بغداد" ١١/ ٤٢٨، و"ميزان الاعتدال" ٣/ ١٤٣، و"تهذيب التهذيب" ٧/ ٣٣٩، و"الإتقان" ٢/ ٤١٤ - ٤١٥.
(١) في (ج): (وما لم يُعمل به) والأثر أخرجه الطبري في "تفسيره" ٣/ ١٧٢، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٩٣، والبغوي في "تفسيره" ٢/ ٨. وأورده السيوطى في "الدر" ٢/ ٩، وزاد نسبة إخراجه كذلك لابن المنذر، وأورده كذلك في: "الإتقان": ٣/ ٤.
(٢) قوله في "تفسير الثعلبي" ٣/ ٦ ب، وأورده بالمعنى النحاسُ في "معاني القرآن" له: ١/ ٣٤٥. وابن كسيان، أكثر من واحد، وهو هنا: عبد الرحمن بن كيسان، أبو بكر الأصم المعتزلي. كان من أفصح الناس، وأورعهم، وأفقههم، وله تفسير للقرآن، وكتب كثيرة ذكرها ابن النديم. قال ابن حجر: (هو من طبقة أبي الهذيل العلاف، وأقدم منه)، توفي سنة (٢٠٠ هـ)، وقيل: (٢٠١ هـ). وقد نَصّ الثعلبيُّ على اسمه في مقدمة تفسيره "الكشف والبيان" وجعله من مصادره، وعليه اعتمد الواحديُّ. انظر: "الفهرست" لابن النديم: ١٢٠، "لسان الميزان" لابن حجر: ٤/ ٢٨٨، "طبقات المفسرين" للداودي: ١/ ٢٧٤، "تفسير الثعلبي" (المقدمة) ١/ ١٠.
(٣) في (ج): (ولا).
(٤) في "معاني القرآن وإعرابه" له: ١/ ٣٧٦. نقله عنه باختصار وتصرف يسير.


الصفحة التالية
Icon