(عَلَيْطٍ) (١)، (لم يستجيزوا العطف عليه إلا بالتأكيد) (٢) ليقع العطف عليه في اللفظ، فلا يكون كأنه عطف اسمًا على فِعل (٣)، كما يصير في المجرور، كأنه عطف اسمًا على تنوين (٤). وإذا ضَعُف في المرفوع مع أن له ضميرًا منفصلًا نحو: أنت وهو، امتنع في المجرور؛ لأن المضمَر المجرور لا منفصل له، وليس بعد الضعف إلا الامتناع.
فأما الضمير المنصوب نحو: ضربته، لا يستقبح العطف عليه؛ لأنه ظاهر لم يختلط بالفعل حتى صار كبعض أجزائه، كضمير المرفوع، ولا يقوم مقام التنوين في موضع ما كضمير المجرور، وذلك أن ضمير المنصوب لا يتصل إلا بالفعل نحو: منعته وقتلته، ولا ينون الفعل قط.
وضمير المجرور إما أن يَتَّصل باسمٍ فيقوم فيه مقام التنوين، أو بحرفٍ نحو: به وبك، واتصالُه بالحرف كاتصالهِ بالاسم، ألا ترى أنه لا ينفصل من الاسم، ولا يفصل بينهما كما يفصل بين الجار والمجرور الظاهر في باب المضاف والمضاف إليه نحو:
كأن أصواتَ -مِن إِيغالِهِنَّ بنا- | أَوَاخِرِ المَيْس إِنْقَاض الفَراريجِ (٥) |
(٢) في "الحجة" لم يستجيزوا العطف عليه في حال السعة إلا بالتأكيد.
(٣) انظر: "الإنصاف" ص ٣٨١.
(٤) إلى هنا نفس الكلام في "الحجة" ٣/ ١٢٥، وما بعده يحتمل أن يكون من زيادة المؤلف.
(٥) البيت لذي الرمة: "ديوانه" ص ٧٦، وهو من شواهد سيبويه ١/ ١٧٩، ٢/ ١٦٦، ٢٨٠، "المقتضب" ٤/ ٣٧٦، والأزهري في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٦٤٨ (نقض)،=