وكان (١) العدل في اليتامى شديدًا على كافِلِهم، قصر الرجال على ما بين الواحدة إلى الأربع من النساء، ولم يُطلَق لهم ما فوق ذلك لئلا يميلوا.
وقال مجاهد: معنى الآية: إن تحرجتم من ولاية اليتامى وأموالهم إيمانًا وتصديقًا فكذلك تحرجوا مِن الزنا، فانكحوا النساء الحلال نكاحًا طيبًا ثم بين لهم عددًا محصورًا، وكانوا يتزوجون ما شاءوا من غير عدد (٢)، وهذا القول اختيار الزجاج (٣).
وهذه أوجهٌ صحيحةٌ من التأويل لهذه الآية (٤).

(١) هكذا العبارة، ولعل الصواب: ولما كان العدل..
(٢) الأثر بنحوه في "تفسير مجاهد" ١/ ١٤٤.
وأخرجه ابن جرير ٤/ ٢٣٦، والأثر عنده إلى (نكاحًا طيبًا) وقد أخذه المؤلف من الثعلبي ٤/ ٦ أ، وانظره في: "معاني الزجاج" ٢/ ٨، "معالم التنزيل" ٢/ ١٦١، وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر كما في "الدر المنثور" ٢/ ٢١٠.
(٣) لم أر اختيارًا للزجاج لهذا القول الأخير الذي ذهب إليه مجاهد، وإنما ساق أقوالاً، وذكر هذا القول في مقدمتها. انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٨
(٤) هذا رأي المؤلف، وبعض المفسرين ساق هذه الأقوال دون ترجيح كالزجاج في المصدر السابق، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٣٩١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٥/ ١٢، مما يؤيد احتمال الآية لهذه الأوجه. لكن ابن جرير -كما تقدم- اختار القول الثاني حيث قال: وأولى الأقوال التي ذكرناها في ذلك بتأويل الآية قول من قال: تأويلها: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى، فكذلك فخافوا في النساء فلا تنكحوا منهن إلا ما لا تخافون أن تجوروا فيه منهن..
"تفسير الطبري" ٤/ ٢٣٥، وقد علل لاختياره كعادته.


الصفحة التالية
Icon