ولقد قتلتكم (١) ثناءَ وَموحَدًا وتركتُ مُرَّة مثل أمسِ الدَّابِرِ (٢)
فأما ذكره في قول: قال: إنه اجتمع فيه علتان، أنه عَدْل وأنه نكرة، الفصل إلى آخره، فاعلم أنه غلط بين في الحكاية عنهم، وإنما يذهبون في امتناعه من الانصراف إلى أنه معدول، وأنه صفة. وهذا لفظ سيبويه، قال (٣) عن الخليل في (أحاد، ومثنى): إنما كان حده واحدا واحدا، واثنين واثنين، فجاء (معدولًا (٤)) عن وجهه فتُرِك صرفه. قلت: أتصرفه في النكرة؟ قال: لا، لأنه نكرة يوصف به نكرة.
وحكى الخليل، عن أبي عمرو أنه قال في قوله: ﴿أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾ [فاطر: ١]: أنها صفة (٥).
فقد نصوا على الصفة كما ترى، ونحو هذا قال أبو الحسن (٦) وغيره من أصحابنا. انقضى كلام أبي علي (٧).
(١) في النسختين: (قبلتكم) بالموحدة التحتية، وما أثبته حسب "الإغفال" والمصادر الآتية.
(٢) البيت لصَخر بن عمرو بن الشّريد السُلمي.
انظر: "مجاز القرآن" ١/ ١١٥، "أدب الكاتب" ص ٤٥٨، "تفسير الطبري" ٤/ ٢٣٧، لكن عند أبي عبيدة وابن جرير قافيته: كأمس المدبر، ومال إلى ذلك محمود شاكر في حاشيته على ابن جرير. والشاهد منه كما في "مجاز القرآن" أنه اخرج اثني مخرج ثلاث.
(٣) أي سيبويه في "الكتاب" ٣/ ٢٢٥.
(٤) في "الكتاب" محدودًا.
(٥) انتهى أخذ أبي علي من سيبويه في "الكتاب" ٢/ ٢٢٥، وانظر: "الطبري" ٤/ ٢٣٧.
(٦) إن كان يريد الأخفش -وهو الظاهر- فإن رأيه مغاير لما ذكر كما سيأتي.
(٧) من "الإغفال" ٢/ ل ٦٣ - ٦٧ بتصرف.


الصفحة التالية
Icon