قال الحضرمي (١): إن ناسًا كانوا يتأثَّمون أَنْ يرجع أحدهم في شىِء مما ساق إلى امرأته، فقال الله تعالى: ﴿فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾ (٢).
٥ - قوله تعالى: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ الآية قال ابن عباس في هذه الآية: لا تَعمَد إلى مالك الذي خَوَّلك الله وجعله لك معيشةً؛ فتعطيه امرأتك وبنيك، فيكونوا هم الذين يقومون عليك ثم تنظر إلى ما في أيديهم، ولكن أَمْسِك مالك وأَصْلِحه وكن أنت الذي تنفق عليهم في كِسوتهم ورِزقهم ومؤنتهم (٣).
والسفهاء: هم النساء والصبيان في قول ابن عباس (٤)، والحسن وقتادة، وسعيد بن جبير، والسدي (٥)، واختيار الفراء (٦)، وابن قتيبة (٧).
وقال الكلبي: إذا علم الرجل أنّ امرأته سفيهةٌ مُفْسِدةٌ، وأن ولدَه سفيهٌ مُفسِد فلا ينبغي له أن يُسلِّط واحدًا منهما على ماله فيفسد (٨).
(٢) أخرجه ابن جرير ٤/ ٢٤٣، وانظر: "الكشف والبيان" ٤/ ٩ أ.
(٣) هذا الأثر ثابت، عن ابن عباس فهو من طريق ابن أبي طلحة كما في تفسير ابن عباس ص ١٣٤.
وقد أخرجه منها ابن جرير في "تفسيره" ٤/ ٢٤٩ انظر: "معالم التنزيل" ٢/ ١٦٤، "تفسير ابن كثير" ٢/ ٤٩١، "الدر المنثور" ٢/ ٢١٣.
(٤) يدل عليه الأثر المتقدم عنه، وأثر آخر أخرجه ابن جرير ٤/ ٢٤٦.
(٥) أخرج أقوال هؤلاء ابن جرير في "تفسيره" ٤/ ٢٤٥، وانظر: "ابن كثير" ٢/ ٤٩١، "الدر المنثور" ٢/ ٢١٣ - ٢١٤.
(٦) "معاني القرآن" ١/ ٢٥٦.
(٧) "غريب القرآن" ص ١٢٠.
(٨) من "الكشف والبيان" ٤/ ١٠ ب، وانظر: "معالم التنزيل" ٢/ ١٦٤.