وقال مجاهد، وجويبر، عن الضحاك: أراد بالسفهاء ههنا النساء فقط (١).
وقال مجاهد: من سفهاء من كُنّ، أزواجًا أو بناتٍ أو أمهاتٍ (٢). وهذا مذهب ابن عمر (٣).
ويدل على هذا ما رَوى أبو أمامة (٤) أن النبي - ﷺ - قال: "ألا إنّما خُلِقت النار للسفهاء، -يقولها ثلاثًا- ألا وإن السفهاء النساء إلا امرأة أطاعت قيّمها" (٥). فإن قيل: لو كان المراد بالسفهاء النساء لقال: السفائه أو السفيهات في جميع السفيه (٦)، نحو غرائب وغريبات في جمع: الغريبة. فالجواب ما قال الزجاج، وهو أن السفهاء يجوز في جمع السفيهة نحو: فقيرة وفقراء (٧).

(١) أخرج الأثر، عن مجاهد بن جبير من عدة طرق، وأخرجه عن الضحاك من طريق جويبر. "تفسير الطبري" ٤/ ٢٤٧.
(٢) "تفسير مجاهد" ١/ ١٤٤، وأخرجه ابن جرير ٤/ ٢٤٧، والثعلبي في "الكشف والبيان" ٤/ ٩ ب.
(٣) أخرج ابن جرير، عن مُوَرَّق قال: مرت امرأة بعبد الله بن عمر لها شارة وهيئة، فقال لها ابن عمر: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾. "تفسير الطبري" ٤/ ٢٤٧، وانظر: "الكشف والبيان" ٤/ ١٠ ب، "الدر المنثور" ٢/ ٢١٤.
(٤) هو صُدَيّ بن عَجْلان بن الحارث الباهلي -مشهور بكنيته- صحابي جليل يُروى أنه شهد أحدًا، وصفين مع علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- سكن الشام ومات بها سنة ٨٦ هـ. انظر: "الاستيعاب" ٢/ ٢٩٨، "أسد الغابة" ٣/ ١٦، "الإصابة" ٢/ ١٨٢، "التقريب" ص ٢٧٦ رقم (٢٩٢٣).
(٥) من "الكشف والبيان" ٤/ ٢١٠، وقد أورده الثعلبي بسنده، وأخرج آخره ابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٤٩١، والسيوطي في "الدر" ٢/ ٢١٣.
(٦) هكذا في (أ)، (د)، ولعل الصواب: جمع السفيهة.
(٧) "معاني الزجاج" ٢/ ١٣.


الصفحة التالية
Icon