وأما المشيَّدة فقال الفراء في المصادر: شاد بناءه يشيد شيدًا، وأشاد بناءه أيضًا إشادة، وشيد بناءه يشيده تشييدًا، إذا رفعه (١).
وقال في المعاني (٢): ما كان من جمع مثل: بروج مشيدة، ومثل قولك: مررت بثياب مصبغة، وأكبش مذبحة، فجاز التشديد لأن الفعل متفوق في جمع، فإذا أفردت الواحد من ذلك، فإن كان الفعل يتردد في الواحد ويكثر جاز فيه التشديد والتخفيف مثل قولك: مررت برجل مشجج، وثوب مخرق (٣). جاز فيه التشديد لأن الفعل قد تردد فيه وكثر. وتقول: مررت بكبش مذبوح، ولا تقل: مذبح؛ لأن الذبح لا يتردد كتردد التخرق (٤).
وقال الزجاج في المشيد والتشييد والإشادة مثل قول الفراء (٥).
وقال أبو عبيدة وابن قتيبة: المشيدة المطولة (٦).
وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ﴾ قال المفسرون: هذا موقف اليهود والمنافقين عند مقدم النبي - ﷺ - المدينة، وكان قد بسط عليهم الرزق، فلما كفروا أمسك عنهم بعض الإمساك، كما مضت سنة الله في الأمم، قال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا﴾ [الأعراف: ٩٤]، فقالوا: ما رأينا أعظم
(٢) أي الفراء في كتابه "معاني القرآن" ١/ ٢٧٧.
(٣) في "معاني القرآن": "ممزق" والمعنى متقارب.
(٤) "معاني القرآن" ١/ ٢٧٧ وانظر: الطبري ٥/ ١٧٣.
(٥) انظر: "معانى القرآن وإعرابه" ٢/ ٧٩.
(٦) "مجاز القرآن" ١/ ١٣٢، "غريب القرآن" لابن قتيبة ص ١٢٧.