والظاهر القول الأول، وهو اختيار الفراء والزجاج (١).
قال الفراء: كانت العرب إذا أرادت أن تسافر في غير الأشهر الحرم قلد أحدهم بعيره فيأمن بذلكن فقال لا تخيفوا من قلد، وكان أهل مكة يقلدون بلحاء الشجر، وسائر العرب تقلد بالوبر والشعر (٢).
وقوله تعالى: ﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾. قال الفراء: يقول: ولا تمنعوا من أمّ البيت الحرام أو أراده من المشركين (٣).
وقوله تعالى: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ﴾.
قال ابن عباس: يريد التجارة (٤).
وقال ابن عمر: الربح في التجارة (٥).
وقوله تعالى: ﴿وَرِضْوَانًا﴾.
قال ابن عباس: يعني: أنهم يترضون الله بحجهم (٦). وقال في رواية عطاء في قوله: ﴿وَرِضْوَانًا﴾: يريد وإن كانوا مشركين (٧).
قال أهل العلم: إن المشركين كانوا يقصدون بحجهم ابتغاء رضوان الله، وإن كانوا لا ينالون ذلك فغير بعيد أن يثبت لهم بذلك القصد نوع من الحرمة (٨).

(١) انظر: "معاني الفراء" ١/ ٢٩٩، و"معاني الزجاج" ٢/ ١٤٢.
(٢) "معاني القرآن" ١/ ٢٩٩.
(٣) "معاني القرآن" ١/ ٢٩٩.
(٤) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١٠٦.
(٥) أخرجه بمعناه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٦٢، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٧.
(٦) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٦٢.
(٧) لم أقف عليه.
(٨) انظر: الطبري في "تفسيره" ٦/ ٦٢.


الصفحة التالية
Icon