والمعنى: لا يجرمنكم بغض قوم -أي بغضكم قوما بصدهم إياكم ومن أجل صدهم أياكم- أن تعتدوا، فأضيف المصدر إلى المفعول وحذف الفاعل، كقوله تعالى: ﴿مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ﴾ [فصلت: ٤٩]، و ﴿بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ﴾ [ص: ٢٤]، ونحو ذلك (١).
واختلفوا في قوله: ﴿أَنْ صَدُّوكُمْ﴾ فقرأ أبو عمرو وابن كثير بكسر الهمزة، والباقون بفتحها (٢).
وحجة من كسر الهمزة أنه جعل (أنْ) للجزاء وإن كان الصد ماضيًا؛ لأن المراد: بالصد ههنا: ما كان من المشركين من صدهم المسلمين عن البيت في الحديبية، والماضي لا يكون فيه الجزاء، غير أنه قد يقع في الجزاء لا على أن المراد بالماضي الجزاء، ولكن المراد بالماضي ما كان مثل هذا الفعل؛ كأنه يقول: إن وقع مثل هذا الفعل لا يقع منكم كذل، وعلى ذلك قول الشاعر:
إذا ما انتَسَبنْا لم تَلِدني لَئِيمةٌ | ولم تَجِدِي مِنْ أَنْ تُقِرَّي بِه بُدّا (٣) |
(١) "الحجة" ٣/ ٢١١.
(٢) "الحجة" ٣/ ٢١٢، و"التيسير" ص ٩٨.
(٣) البيت لزائدة بن صعصعة يعرّض فيه بزوجته وكانت أمها سرية. انظر: "شرح أبيات المغني" ١/ ١٢٥.
(٤) في (ش): (تنسب) وهو الموافق لما في "الحجة" ٣/ ٢١٣.
(٥) في (ش): (مولودًا لئيمًا)، وفي "الحجة" ٣/ ٢١٣: (مولود لئيمة)، ولعله هو الأرجح.
(٢) "الحجة" ٣/ ٢١٢، و"التيسير" ص ٩٨.
(٣) البيت لزائدة بن صعصعة يعرّض فيه بزوجته وكانت أمها سرية. انظر: "شرح أبيات المغني" ١/ ١٢٥.
(٤) في (ش): (تنسب) وهو الموافق لما في "الحجة" ٣/ ٢١٣.
(٥) في (ش): (مولودًا لئيمًا)، وفي "الحجة" ٣/ ٢١٣: (مولود لئيمة)، ولعله هو الأرجح.