• وقوله "فأمه هاوية" الفاء جواب الشرط. و «أمه» رفع بالابتداء. و «هاوية» خبر الابتداء. فإن قيل لك: هل يجوز أن تكسر الهمزة وتقول «فإمه هاوية» كما قرئ (وإنه في إم الكتاب)؟ فقل: لا تجوز الكسرة إلا إذا تقدمتها كسرة أو ياءٌ عند النحويين. وذكر ابن دريد أن الكسرة لغة، وأراه غلطًا. والمصدر من هاوية هوت تهوي هويا فهي هاوية، وكل شيء من قريب يقال أهوى، وكل شيء من بعيد يقال هَوى، [كما] قال الله تعالى (والنجم إذا هوى): لأنه من بعيد. أقسم الله تعالى بنجم القرآن أي بنزوله.
• "وما أدراك ما هيه" «ما» تعجب في لفظ الاستفهام. و «أدرى» فعل ماض. يقال درى يدري إذا ختل الصيد، ودرأ عنه الشيء إذا دفعه، ودرى يدري من الفهم، وأدرَى غيره يدريهِ.
[قال رؤبة:

أيام لا أدري وإن ساءلت ما نسك يوم جمعة من سبت]
وقوله تعالى «وما أدراك ما هيه» الكاف اسم محمد صلى الله عليه، وإنما فتحت حيث كان خطابا لمذكر، [والمؤنث مكسور: أدراك]. فإن ثنيت أو جمعت ضممت الكاف، لأن الحركات ثلاث ضمة وفتحة وكسرة، فلما ذهبت حركتانِ


الصفحة التالية
Icon