فقالت يمين الله مالك حيلة وما إن أرى عنكك الغواية تنجلي
أراد: فقاللت ويمين الله، فلما حذف الواو نصب. «اليقين» جر بالإضافة، فأضفت العلم إلى اليقين، وهو كما قال الله تعالى: (وحب الحصيد) و (دين القيمة) وكما يقال صلاة العصر. قال أهل الكوفة: الشيء لا يضاف إلى نفسه. وإنما قدروا في هؤلاء الأحرف الأول نوعا والثاني جنسا، فأضافوا النوع إلى الجنس، وقال المبرد: ها هنا مضمر محذوف، والتقدير صلاة وقت الظهر، وصلاة وقت العصر.
• "لترون" اللام لام التأكيد. والنون في آخرها نون التأكيد. وكل فعل في آخره نون التأكيد نحو لتركبن ولتذهبن فتحتها يمين مقدرة، وتلخيصه والله لتذهبن، والله لترون الجحيم. هذا إذا لم تجعل العلم قسما، فإن جعلته قسما كانت اللام جواب القسم عند الكوفيين، وموصلة للقسم عند البصريين. و «ترون» فعل مستقبل، وزنه لتفعلن، والأصل لترأيون، فحذفت الهمزة [من ترى] في الاستقبال تخفيفا، واستثقلوا الضمة على الياء التي قبل واو الجمع فحذفوها، فالتقى ساكنان الواو والياء، فأسقطوا الياء لالتقاء الساكنين، ثم كانت الواو ساكنة وبعدها النون الشديدة


الصفحة التالية
Icon