وقرأ حفص ﴿يَغُلّ﴾ بفتح الياء وضم الغين (١)، بمعنى ما ينبغي لنبي أن يخون أمته في الغنيمة وذلك مما روي عن ابن عباس قال: "فقدت قطيفة حمراء من المغانم يوم بدر، فقال بعض من كان مع النبي /: لعلّ رسول الله / أخذها فنزلت" (٢).
قوله تعالى: ﴿لاَ يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ﴾ ﴿لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ﴾ ﴿١٨٨﴾
قرأ ورش ﴿لاَ يَحْسِبَنَّ﴾ بالياء بإضافة الفعل إلى الذين يفرحون (٣). وقرأ حفص ﴿لاَ تَحْسَبَنَّ﴾ بجعل الفعل خطابا للنبي / (٤).
وعلى قراءة ورش بالياء يكون الفعل غير متعدياً، و ﴿الَّذِينَ يَفْرَحُونَ﴾ فاعلون، وعلى قراءة حفص بالتاء جعل الفعل متعدياً لمفعولين، أحدهما ﴿الَّذِينَ يَفْرَحُونَ﴾ والآخر ﴿بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ﴾ (٥).
_________
(١) - الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص٢٣٨. أبو حيان، البحر المحيط. ج٢/ص٧٩. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج١/ ٣٨٩.
(٢) - السيوطي، لباب النقول. ج١/ص٦٠. والترمذي، سنن الترمذي. كتاب التفسير، باب: ومن سورة آل عمران، حديث رقم ٣٠٠٩، ج٥/ ٢٣٠، وقال: هذا حديث حسن غريب.
(٣) - ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج١/ص٥٢٢. وأبو علي الفارسي، الحجة في علل القراءات السبع. ج٢/ص٤٠٣.
(٤) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج٢/ص٣٠٠. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج٢/ص١٨٥.
(٥) - القيسي، مشكل إعراب القرآن. ج١/ص١٨٢. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج١/ص١٨٦.