وقرأ حفص: باليَاء، لأنه جعل في كاد اسماً، ورفعت كلمة (القلوب) بـ ﴿يَزِيغُ﴾ والتقدير كاد الأمر يزيغ قلوب فريق منهم.
والمعنيان يرجعان إلى معنى واحد، ولأن القلوب مؤنثة تأنيثاً غير حقيقي، ولتقدم الفعل يجوز فيه التأنيث والتذكير (١).
سورة يونس
قوله - عز وجل -: ﴿قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ ﴿قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ﴾ [٢]
قرأ ورش: ﴿لَسِحْرٌ﴾ بكسر السين دون ألف، أي هذا الوحي والمراد به القرآن، بمعنى: إن هذا الوحي لسحر مبين. وقرأ حفص: ﴿لَسَاحِرٌ﴾ أي: إن هذا الذي يدعي أنه رسول هو ساحر (٢).
والقراءتان متقاربتان (٣). فالرسول والرسالة كلاهما قد اتهم من قبل الكافرين أنه من أعمال السحر والساحرين.
قوله - عز وجل -: ﴿تذّكَرُون﴾ ﴿تذكَرُون﴾ [٣]
قرأ ورش: ﴿تذّكَرُون﴾ بإدغام إحدى التاءين في الذال، وقرأ حفص: ﴿تذكَرُون﴾ بحذف التاء الثانية لاجتماع التائين تخفيفاً (٤).
_________
(١) -... النحاس. حجة القراءات. ج١/ص٣٢٦، وابن الجزري. تحبير التيسير في القراءات العشر. ج١/ص٣٨٩.
(٢) - الرعينى، محمد بن شريح. الكافي في القراءات السبع. ص ١٢٠، والنحاس. حجة القراءات. ج١/ص٣٢٧، وابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص: ٣٠٧.
(٣) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص: ١٤١، والزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج٣/ص٦.
(٤) - وقد تقدم توجيه هذه الآية في سورة الأنعام [الآية: ١٥٢].
انظر: ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج٢/ص١٩٢.