العلاقة بين القرآن والقراءات:
للعلماء في ذلك رأيان:
الأول: القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان:
قال الإمام الزركشي: "واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد ﷺ للبيان والإعجاز، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف، أو كيفيتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما" (١)، وتبعه الإمام القسطلاني (٢) والدمياطي (٣) وذهب إليه جمع من المعاصرين (٤).
الثاني: أن القرآن والقراءات بمعنى واحد، قال به بعض المعاصرين:
قال الدكتور محمد سالم محيسن: "القرآن والقراءات حقيقتان بمعنى واحد، يتضح ذلك بتعريف كل منهما ومن الأحاديث الصحيحة الواردة في نزول القراءات" (٥).
ولا يتضح الأمر إلا بذكر التعريف المختار لكل من القرآن والقراءات ثم ملاحظة الفرق بينهما: فالقرآن هو كلام الله المنزل على نبينا محمد ﷺ المكتوب في المصاحف المنقول إلينا نقلا متواتراً، المتعبد بتلاوته، المعجز المتحدي بأقصر سورة منه (٦).
_________
(١) - الزركشي، البرهان في علوم القرآن. ص٣١٨.
(٢) - القسطلاني، لطائف الإشارات لفنون القراءات. ج١/ص١٧١.
(٣) - الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج١/ص٦٨.
(٤) - الصالح، الدكتور صبحي. مباحث في علوم القرآن. ص ١٠٨.
(٥) - محيسن، محمد سالم. القراءات وأثرها في علوم العربية. بيروت- لبنان، دار الجيل، ط١، ١٩٩٨م، ج١/ص١٧.
(٦) - الشوكاني، محمد بن علي بن محمد. إرشاد الفحول إلى تحقيق علم الأصول، تحقيق: محمد سعيد البدري دار الفكر، بيروت - لبنان ١٤١٢، الطبعة: الأولى، ١٤١٢هـ - ١٩٩٢م، ص٢٩.


الصفحة التالية
Icon