وقد قال عنهم الإمام الذهبي:"فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن -أي كاملاً- في حياة النبي ﷺ وأخذ عنهم عرضا، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة" (١).
القراءات في عهد الصحابة رضي الله عنهم:
وذلك بعد وفاة النبي ﷺ حتى منتصف القرن الهجري الأول تقريباً، وتتميز هذه المرحلة بمميزات من أبرزها: تتلمذ بعض الصحابة والتابعين على أئمة القراءة من الصحابة حيث أرسل الخليفة عثمان- رضي الله عنه- قارئاً لكل مصر معه نسخة من المصاحف التي نسخها عثمان- رضي الله عنه- ومن معه، وكانت قراءة القارئ موافقة لقراءة المصحف الذي أرسل معه، حيث أرسل عثمان بن عفان- رضي الله عنه- عبد الله بن السائب المخزومي إلى مكة المكرمة، وأرسل أبا عبد الرحمن السلمي إلى الكوفة، وأرسل عامر بن قيس إلى البصرة، والمغيرة بن أبي شهاب إلى الشام، وأبقى زيد بن ثابت مقرئاً في المدينة (٢).
وممن اشتهر من التابعين: تلاميذ ابن مسعود، كعلقمة، ومسروق، والأسود بن يزيد، وتلاميذ ابن عباس كمجاهد، وعكرمة، وعطاء، وتلاميذ أُبي بن كعب، كقتادة، وأبي العالية، واشتهر كثيرون أيضاً كسعيد بن المسيب، وعروة وسالم وعمر بن عبد العزيز، وكذلك سليمان بن يسار، وأخوه عطاء وزيد بن أسلم، ومسلم بن جندب، وابن شهاب الزهري، وعبد الرحمن بن هرمز، ومعاذ بن الحارث المشهور بمعاذ القارئ وغيرهم (٣).
_________
(١) - الذهبي. معرفة القراء الكبار. ج١/ص٣٩.
(٢) - ابن الجزري، محمد بن محمد الدمشقي، النشر في القراءات العشر المتواترة. ج١/ص٩.
(٣) - انظر: ابن الجزري. تقريب النشر في القراءات العشر. تحقيق: إبراهيم عطوة عوض، القاهرة - مصر، دار الحديث، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ص٢٠، ٢٣.