وذكر عاصم: أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته، وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف علياً- رضي الله عنه- في شيء من قراءته، وكان عاصم أحسن الناس صوتاً بالقرآن، فصيحاً إذا تكلم، معروفا بالإتقان (١). قال أبو بكر بن عياش: "لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحداً أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود، وكان لغوياً نحوياً فقهياً عالماً بالسنة، وكان إماماً بالقرآن والحديث، يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية، كما كان يتقن علم القراءات، وليس أحدٌ من القراء السبعة أكثر رواية للحديث والآثار من عاصم" (٢).
فقد روى له أئمة أعلام منهم: ابن حبان (٣) وعبد الرازق (٤)، وابن خزيمة (٥)،
_________
(١) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج١/ص٩.
(٢) - ابن حبان، الثقات. ج٧/ص٢٥٦.
(٣) - ابن حبان، صحيح ابن حبان، بترتيب ابن بلبان. تحقيق: شعيب الأرنؤوط، بيروت -لبنان، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية: ١٩٩٣م، ج١١/ص١٢٣، ونصه: "أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وصلم: "إن الله اطلع على أهل بدر فقال، "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، قال: شهد بدرا مع رسول الله - ﷺ - من المهاجرين والأنصار ثلاثمائة وثلاثة عشر نفسا عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا.
(٤) - انظُر أبا بكر، عبد الرزاق بن همام الصنعاني. مصنف عبد الرزاق. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي المكتب الإسلامي، بيروت- لبنان، ط ١، ١٤٠٣ هـ. ج٢/ص٣٣٤ وما بعدها، باب: السلام في الصلاة، رقم الحديث ٣٥٩٤، عن ابن عيينة عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل قال: قال ابن مسعود: كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وصلم وهو في الصلاة فيرد علينا، فلما جئت من أرض الحبشة فسلمت عليه فلم يرد علي، فأخذني ما تقدم وما تأخر، ثم انتظرته، فلما قضى صلاته ذكرت ذلك له، فقال: "إن الله يحدث من أمره يسرا وإنه قضى أو قال أحدث ألا تكلموا في الصلاة".
(٥) - انظُر ابن خزيمة، محمد بن إسحاق. صحيح ابن خزيمة.. تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت- لبنان، ج٢/ص٣٦٨٨، باب أمر العميان بشهود صلاة الجماعة وإن كانت منازلهم نائية عن المسجد لا يطاوعهم قائدوهم بإتيانهم إياهم المساجد رقم الحديث ١٤٨٠، ونصه: أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر مرزوق، حدثنا أسد، حدثنا شيبان عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن ابن أم مكتوم أخبرنا أبو طاهر أخبرنا أبو بكر أخبرنا محمد بن الحسن بن تسنيم أخبرنا محمد يعني ابن بكر أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي رزين عن عبد الله بن أم مكتوم قال: قلت: يا رسول الله إني شيخ ضرير البصر شاسع الدار ولي قائد فلا يلازمني فهل لي من رخصة؟ قال" تسمع النداء"؟ قال: نعم قال:" ما أجد لك من رخصة".


الصفحة التالية
Icon