سعيد (١)، عن قتادة: ﴿قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾ [البقرة: ١٧٠]، أي: ما وجدنا عليه آباءنا.
حدَّثني المثنى (٢)، قال: حدَّثنا إسحاق (٣)، قال: حدَّثنا ابن أبي جعفر (٤)، عن أبيه (٥)، عن الربيع: مثله.
قالَ أبو جعفر: فمعنى الآيةِ: إذا قيلَ لهؤلاءِ الكفارِ: كُلُو مِمَّا أحَلَّ اللهُ لكم، ودعوا خطواتِ الشيطانِ وطريقَه، واعملوا بما أنزلَ اللهُ على نبيه صلّى الله عليه وسلّم في كتابِه، استكبروا عن الإذعانِ للحقِّ، وقالوا: بلْ نَاتَمُّ بآبائنا فنتَّبِعُ ما وجدنَاهم عليه من تحليلِ ما كانوا يُحِلُّونَ، وتحريمِ ما كانوا يحرِّمون» (٦).
ففي هذا المثالِ تَجِدُهُ ذكرَ الشَّاهدَ اللغويَّ منْ كلامِ العربِ، ثُمَّ ثَنَّى بقولِ قتادةَ (ت: ١١٧) والربيعِ بنِ أنسٍ (ت: ١٣٩)، وجعلَ قولَهما حجةً لغويةً في معنى لفظِ «ألفينا» في الآيةِ.
_________
= وغيرهما، وعنه: حجاج بن منهال ومسدَّد بن مسَرْهَد وغيرهما، ثقة ثبت، توفي سنة (١٨٢). ينظر: تهذيب الكمال (٨: ١٢٣)، وتقريب التهذيب (ص: ١٠٧٤).
(١) هو ابن أبي عَرُوبَة، وقد مضت ترجمته.
(٢) المثنى بن إبراهيم الآملي، شيخ الطبري، يروي عنه كثيراً، ولم أجد له ترجمة.
(٣) إسحاق بن الحجاج، أبو يعقوب الطاحوني، المقرئ، روى عن أبي زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء، وعبد الله بن أبي جعفر الرازي، قال أبو زُرعة: «كتب عبد الرحمن الدَّشْتَكِي تفسير عبد الرزاق عن إسحاق بن الحجاج»، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم حُكماً في الجرح والتعديل. ينظر: الجرح والتعديل (٢: ٢١٧).
(٤) عبد الله بن أبي جعفر (عيسى بن ماهان) الرازي، روى عن شعبة بن الحجاج وابن جريج وغيرهما، وعنه: ابنه محمد وإبراهيم بن موسى وغيرهما، صدوق يخطئ. ينظر: تهذيب الكمال (٤: ١٠٥ - ١٠٦)، وتقريب التهذيب (ص: ٤٩٧).
(٥) عيسى بن ماهان، أبو جعفر الرازي، روى عن: الربيع بن أنس وحميد الطويل وغيرهما، وروى عنه: آدم بن أبي إياس وشعبة بن الحجاج وغيرهما، صدوق سيء الحفظ خصوصاً في مغيرة، توفي بالري في حدود سنة (١٦٦)، ينظر: تهذيب الكمال (٨: ٢٧٥ - ٢٧٦)، وتقريب التهذيب (ص: ١١٢٦).
(٦) تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (٣: ٣٠٧)، وينظر (٣: ٢٣١).


الصفحة التالية
Icon