يمنعُ من إتيانِ ما لا ينبغي، كما سُمِّيَ عقلاً تشبيهاً له بالعِقَالِ، قال الله تعالى: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حْجِرٍ﴾ [الفجر: ٥]» (١).
ولهم في هذا القسم أمثلة أخرى (٢)، وهي تدلُّ بمجموعها على أنَّ السَّلف اعتمدوا الشَّاهد الشِّعريَّ في التَّفسير، وسيأتي بيان ذلك، إن شاء الله.
القسمُ الثاني: أن يستشهدوا بالنَّثْرِ:
وهو نوعان:
النوعُ الأولُ: أنْ يَنُصُّوا على لغةِ القبيلةِ التي نزلَ القرآنُ بلفظِها (٣).
نزل القرآنُ بجملةٍ من ألفاظِ قبائلِ العربِ، أمَّا أغلبُه فكانَ بلغةِ
_________
(١) مقاييس اللغة (٢: ١٣٨).
(٢) من هذه الأمثلة:
١ - عن ابن عباس في لفظ «يبدِّل الله» تفسير الطبري، ط: الحلبي (١٩: ٤٧)، ولفظ «مريج» تفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٦: ١٥٠)، ولفظ «وسق» فضائل القرآن لأبي عبيد (ص: ٢٠٦)، والدر المنثور (٨: ٤٥٨ - ٤٥٩)، ولفظ «حفدة» الدر المنثور (٥: ١٤٩)، ولفظ «قسورة» تفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٩: ١٦٩ - ١٧٠)، ولفظ «سريا» الدر المنثور (٥: ٥٠٣)، ولفظ «ساق» الدر المنثور (٨: ٢٥٤)، ولفظ «دارست» مصنف ابن أبي شيبة (١٠: ٤٧٦). ولا يخفى ما ورد عن ابن عباس من الشواهد الشعرية في سؤالات نافع الأزرق، وسيأتي الحديث عنها لاحقاً.
٢ - وعن سعيد بن جبير في لفظ «أُخفيها» الدر المنثور (٥: ٥٦٣).
٣ - وعن مجاهد في لفظ «اللَّمم» تفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٧: ٦٦ - ٦٧).
٤ - وعن عكرمة في لفظ «تعولوا» تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (٧: ٥٥٠)، ولفظ «أفنان» تفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٧: ١٤٧).
٥ - وعن ابن زيد في لفظ «السرد» تفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٢: ٦٧)، ولفظ «القاسطون» تفسير الطبري، ط: الحلبي (٢٩: ١١٣)، ولفظ «جابوا» تفسير الطبري: الحلبي (٣٠: ١٧٩)، ولفظ «رحيق» تفسير الطبري، ط: الحلبي (٣٠: ١٠٥).
٦ - عن مسلم بن جندب الهذلي لفظ «ردءاً يصدقني» الجزء الذي فيه تفسير يحيى بن اليمان (ص: ٤٤).
(٣) ينظر: في موضوع اللغات التي نزل بها القرآن: كتاب اللغات المسند إلى ابن عباس، =