والمراد بزيادة الياء زيادتها في اللفظ على خط المصحف سواء كانت أصلية كالياء في: ﴿يَوْمَ يَأْتِي﴾ ١، وفي ﴿الْمُهْتَدِي﴾ ٢، أو زائدة على أصول الكلمة كالياء في: ﴿أَنْ يَهْدِيَنِي﴾ ٣، وفي ﴿إِذَا دَعَانِ﴾ ٤، والمراد بصلة الهاء صلة هاء ضمير الواحد المذكر سواء كانت واوا، أو ياء نحو: ﴿إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا﴾ ٥، ومثل صلة هاء الضمير في التخيير المذكور صلة ميم الجمع إذا لم يقع بعدها همز، وكأن الناظم لم يتعرض لها لكونه بنى نظمه على قراءة نافع من رواية ورش وقالون، ولا شك أن ورشا روى عن نافع إسكان ميم الجمع، إذا لم يقع بعدها همز، والأشهر عن قالون إسكانها.
واعلم أن ما ذكره الناظم من التخيير في الياء الزائدة، وفي صلة هاء الضمير ومثلها صلة ميم الجمع، هو مما انفرد به أبو داود، وأما الداني فليس عنده في ذلك إلا الإلحاق، ولا يكتفي فيه بالمد عنده، ومذهب الداني هو الأصح الذي جرى به عملنا، واحترز الناظم بقوله: "إن لم يكن همز ولا سكون" عما كان فيه بعد حرف المد همز نحو: ﴿لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى﴾ ٦، و ﴿تَأْوِيلَهُ إِلَّا﴾ ٧، و ﴿بِهِ إِنْ كُنْتَ﴾ ٨، فإنه داخل في قوله السابق: "وإن تكن ساقطة في الخط" إلخ، وأما ما كان فيه بعد حرف المد ساكن نحو: ﴿بِهِ اللَّهُ﴾ ٩، و ﴿بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ﴾ ١٠ فإنه لا صلة فيه، ولا زيادة حتى يحترز عنه غير أنه وقعت الزيادة قبل الساكن في موضع واحد، لكن مع تحريك الياء وذلك قوله تعالى: ﴿آتَانِيَ اللَّهُ﴾ ١١ في "النمل"، فلعل الناظم منه احترز، ثم قال:

كذا قياس نحو لا يستحيي كقوله أنت وليي يحيي
لما ذكر الناظم ما نص الشيوخ على التخيير فيه بين الإلحاق، والاستغناء عنه بالمط، وهو الياء الزائدة وصلة هاء الضمير إذا لم يكن بعدها همز ولا سكون، تعرض في هذا البيت إلى ما لم ينصوا عليه، وهو ما ليس بعده همز ولا سكون مما احتمع فيه ياءان، وحذفت منها الثانية على المختار لكونها ساكنة في الطرف نحو: ﴿وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ ١٢.
١ سورة الأعراف: ٧/ ١٥٨.
٢ سورة الإسراء: ١٧/ ٩٧.
٣ سورة القصص: ٢٨/ ٢٢.
٤ سورة البقرة: ٢/ ١٥٦.
٥ سورة الانشقاق: ٨٤/ ١٥.
٦ سورة المنافقون: ٦٣/ ١٠.
٧ سورة آل عمران: ٣/ ٧.
٨ سورة الشعراء: ٢٦/ ٣١.
٩ سورة البقرة: ٢/ ٢٨١.
١٠ سورة طه: ٢٠/ ١٢.
١١ سورة النمل: ٢٧/ ٣٦.
١٢ سورة الأحزاب: ٣٣/ ٥٣.


الصفحة التالية
Icon