الوصل مفتوحا وضعت الصلة فوق الألف نحو: ﴿وَقَالَ اللَّهُ﴾ ١، وإن نطق بما قبله مكسورا وضعت الصلة تحت الألف نحو: ﴿وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ ٢، وإن نطق بما قبله مكسورا، وضعت الصلة تحت الألف نحو: ﴿وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ ٣، وإن نطق بما قبله مضموما، وضعت الصلة في وسط الألف نحو: ﴿الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ﴾ ٤، وسواء كانت تلك الحركات لازمة كالأمثلة المتقدمة أم عارضة نحو: ﴿مَنْ آمَنَ﴾ ٥، ﴿قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ﴾ ٦، ﴿قُلِ انْظُرُوا﴾ ٧، فعلم من هذا أن موضع الصلة يدل على حركة ما قبلها، وقد قدمنا أن الصلاة تدل على سقوط ألف الوصل، فتكون الصلة دالة على أمرين: وجودها يدل على سقوط ألف الوصل، وموضوعها يدل على حركة ما قبلها.
واعلم أن المراعى هو حركة الحرف الملفوظ به قبل ألف الوصل، كما ذكرنا ولا عبرة بالحرف الموجود في الخط الساقط في اللفظ وصلا نحو: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ ٨، ﴿قَالُوا الْحَقَّ﴾ ٩، ﴿فِي اللَّهِ﴾ ١٠، ولا فرق في الحرف الملفوظ به قبل ألف الوصل بين أن تكون له صورة في الخط نحو ما تقدم، وبين أن لا تكون له صورة في الخط نحو: ﴿الم﴾ ١١، ﴿آللَّهُ﴾ ١٢، ﴿نُفُورًا﴾ ١٣، ﴿اسْتِكْبَارًا﴾ ١٤، ﴿مَحْظُورًا﴾، ١٥ ﴿انْظُرْ﴾ ١٦، وقوله: "كذا أتت مرتبطة" معناه أن هذه الصلة جاءت هكذا مرتبطة بحركة ما قبل ألف الوصل على ما ذكرناه، وكأنه قصد بهذا التنبيه على قول المشارقة إن الصلاة لا ترتبط بحركة ما قبلها، بل تجعل دالا مقلوبة فوق ألف الوصل دائمًا، والعمل عندنا على ما ذكره الناظم.
تنبيهان:
الأول: أطلق الناظم كالشيخين في جعل الصلاة في ألف الوصل، ولم يفصلوا بين أن يكون ما قبله مما يمكن الوقف عليه نحو: ﴿فِي اللَّهِ﴾ ١٧، و ﴿قَالَ اللَّهُ﴾ ١٨، أو مما لا يمكن
٢ سورة البقرة: ٢/ ٨.
٣ سورة البقرة: ٢/ ٨.
٤ سورة الحشر: ٥٩/ ٢٣.
٥ سورة البقرة: ٢/ ١٧٧.
٦ سورة يوسف: ١٢/ ٥١.
٧ سورة يونس: ١٠/ ١٠١.
٨ سورة النساء: ٤/ ١.
٩ سورة سبأ: ٣٤/ ٢٣.
١٠ سورة لقمان: ٣١/ ٢٠.
١١ سورة البقرة: ٢/ ١.
١٢ سورة يونس: ١٠/ ٥٩.
١٣ سورة الإسراء: ١٧/ ٤٦.
١٤ سورة فاطر: ٣٤/ ٤٣.
١٥ سورة الإسراء: ١٧/ ٢٠.
١٦ سورة النساء: ٤/ ٥٠.
١٧ سورة لقمان: ٣١/ ٢٠.
١٨ سورة المائدة: ٥/ ١١٥.