ترتيب السور
قال رحمه الله: فترتيب السور على ما هو الآن من فعل عثمان وزيد بن ثابت والذين كتبوا معه المصحف، وقد قيل: إنه من فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وذلك ضعيف ترده الآثار الواردة في ذلك (١).
الخلاف في ترتيب السور على قسمين:
١ - منهم من يرى أن العمل من الصحابة.
٢ - منهم من يرى أنه من الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
وإذا رجعنا إلى الآثار التي وردت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم نجد أن كثيراً منها قد جاء بترتيب السور على حسب المعروف عندنا اليوم، يقول صلّى الله عليه وسلّم: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» (٢)، ويقول: «اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران» (٣)، وهي كذلك اليوم في المصاحف.
وما دام النبي صلّى الله عليه وسلّم قد نطق بسورٍ مرتبة حسب ترتيب المصحف، فإن ما لم يرد إلا من طريق الصحابة في عملهم يُحمل على هذا المنصوص عليه، كالوارد عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: «بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفُ وَمَرْيَمُ وَطَهَ وَالأَنْبِيَاءُ هُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلاَدِي» (٤).
_________
(١) التسهيل ١/ ٥٣، ٥٤.
(٢) رواه البخاري في صحيحه في كتاب صفة الصلاة، برقم ٧٥٦.
(٣) أخرجه مسلم، كتاب فضائل القرآن، ورقم الحديث (٨٠٤).
(٤) رواه البخاري في كتاب التفسير، تفسير سورة الأنبياء برقم (٤٧٣٩).


الصفحة التالية
Icon